قال الشاعر أبو العتاهية:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
هذا البيت يصف لنا الأسباب الحقيقية لكل مشاكل يرتكبها الشباب، ومن هذه المصائب ما يسمى بالحسابات الوهمية والتي توثر على الوضع الاجتماعي والسياسي للبلاد
وقبل أن أتحدث عن الحسابات الوهمية والتي تعتمد على بث الإشاعات في المجتمع لأهداف خاصة بكل شخص، نبين حكمها شرعا، قال الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
إذن قبل نقل أي خبر يجب التثبت، فعدم التثبت يدخلنا في الكذب والبهتان، وكذلك فإن نقل أخبار الغير من الحسابات الوهمية ينشر الفوضى في المجتمع.
وأنا هنا أعتبر أن المسؤولية عن الحسابات الوهمية مشتركة بين من يؤسس هذه الحسابات لأغراض يظن أنها مهمة وهي أهداف منحطة، ومجلس الأمة بعدم وضع تشريع واضح للحسابات الوهمية ذات النتائج الوخيمة، فوزارة الداخلية لا تستطيع التحرك بلا قانون.
وأنا هنا كذلك أحمل مركز التواصل الحكومي السبب الرئيسي في انتشار الحسابات الوهمية، فلو أن المركز أجرى دراسة علمية والسير على نهجها لما وصلنا إلى هذا الحال.
ان مركز التواصل الحكومي مطالب بعقد مؤتمر صحافي وسباعي يوجز فيه الإنجازات الحكومية خلال الأسبوع، وكذلك القيام بعقد لقاءات مع المشهورين في مواقع التواصل الاجتماعي وتوصيل الإنجازات الحكومية لهم لكي يوصلوها للمواطنين.
ان هذا الاهتمام المتعمد من الجهاز مع علمنا بالنشاط والهمة التي يتصف بها رئيس الجهاز ليس الحل بردة فعل متشنجة ضد الحسابات الوهمية ومحاولة إقرار قانون يقيد الحريات، فسبب تداول هذه الحسابات هو غياب المعلومة الحقيقية من مصدر المعلومة.
ولأصحاب الحسابات الوهمية نقول: اتقوا الله في الكويت، فالغاية لا تبرر الوسيلة، والكويت محفوظة من الله تعالى.
غمزة: كفى المرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع.
[email protected]