سعد الحرمل
لا أجد تبريرا واحدا يدفع رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر المدعو عزت عطية إلى الإفتاء بتلك الفتوى السخيفة والمريبة عدا انه كان يبحث عن الشهرة والأضواء من منطلق المثل القائل: خالف تعرف أو بالمعنى المحلي (أشهرني ولو بخزية )، أي اجعلني مشهورا بأي طريقة وان كانت مخزية.
وقد كان له ما أراد واستحق ذلك بجدارة، أي الشهرة مع الخزي وان كان لا يبالي بالأخيرة.
للفتوى أجر عظيم عند الله ولكن إثمها أعظم لمن يتصدر لها من السفهاء أمثال صاحبنا هذا لأنه يكون مسؤولا عن جميع من يأخذ بفتواه من المسلمين ويتحمل وزرهم جميعا ، وقد نهانا رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن التهافت على الإفتاء بدون علم حين قال صلى الله عليه وسلم: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» .
الغريب في الأمر أن كبار الصحابة في صدر الإسلام كانوا يتحاشون الإفتاء في أمر من أمور الدين، بينما يتسابق سفهاء المسلمين عشليها! لعمري إنها من علامات الساعة، فتارة يخرج علينا كاتب صحافي يلغي الحجاب، والآن الأخ (الدايخ ) بفتواه الغريبة تلك وان تراجع عنها ولكننا نريد أن نعلم ما هي أسانيده التي استند إليها في فتواه وما الحكمة منها؟ فإذا ما كان الطفل الذي تعدى سن الرضاع لا يعد ابنا بالرضاع فما بالك برجل بالغ فهل ستكون رضاعته بريئة؟ أم أن الموضوع سيتطور بعض الشيء يا مولانا!
قضية أخرى غفل عنها مولانا (شيخ الخمة) وهي أن المرأة حين ترضع طفلا تعدى سن الرضاع قليلا فإنها لا تستطيع أن تظهر أمامه ما لا تستطيع إظهاره أمام الرجل البالغ ، وإن (انهبلنا) وصدقناك وافترضنا جدلا أن ذلك الرجل سيكون ابنا أو محرما لتلك المرأة الزميلة التي قامت بإرضاعه، فإننا نحتاج منك إلى فتوى مساندة تغطي الفترة التي يستغرقها وصول فم الرضيع (البغل) إلى حلمة الثدي والنظر إليه.
نقطة أخيرة نتمنى توضيحها وهي كيف يجوز له الاختلاء بها وان يكون محرما لها وفي نفس الوقت يجوز له أن يتزوجها؟ ما هذا التناقض أم أنها دعوة مبطنة لزنا المحارم والعياذ بالله.
يبدو أنني سأقوم بالبحث عن أم بالرضاعة يتراوح عمرها بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين بعد تلك الفتوى. بصراحة لا أجد ردا أبلغ من رد الأستاذة بجامعة الأزهر ملكة يوسف على ذلك الشخص وعلى كل من يتصدر للفتوى بغير علم من أمثاله وهو ضرب الجزم.. أجلكم الله.