ظاهرتان منتشرتان في الكويت بشكل لافت للنظر ومزعج جدا، ويجب على الجميع أن ينتبه لهما لأنهما تعطيان انطباعا سيئا عن الكويت في الخارج والداخل، وعلى الجميع أن يحارب من يحاول نشرهما مهما كان وضعه الوظيفي أو الاجتماعي.
احدى هاتين الظاهرتين الشاذتين هي تغريدات يكتبها البعض ظنا منه أنه يريد الخير للكويت وهو لا يعلم أنه يسيء لها ولأهلها إما عن قصد متعمد أو عن جهل وغباء، فقد انتشرت كتابات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو وتحث الكويتيين على إفشاء المحبة والأخوة بينهم وكأنهم أعداء فيما بينهم.
من يقرأ تلك التغريدات يعتقد أن الكويتيين لا ينامون إلا وهم يحرسون بيوتهم خوفا من غيرهم من مكونات المجتمع الأخرى، علما أن الجميع يعرف أن هذا الأمر غير حقيقي، وكلنا يعلم أن من يثير مثل هذا الاعتقاد هم أشخاص يحلمون بمناصب برلمانية ليقولوا نحن حماتكم.
الظاهرة الثانية، هي ادعاء محاربة الفساد التي يطنطن بها البعض بين الحين والآخر ويتهمون الآخرين بممارسته، وقد أثبتت مواقفهم وأفعالهم السابقة أنهم لم يحاربوه حين كانوا يستطيعون ذلك، فليتذكروا قول الله عز وجل في سورة النساء حين حذر في الآية (112) بقوله: (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا).
وهذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير بين الطامعين في الوصول الى كرسي مجلس الأمة وبين من كانوا يجلسون عليه وفقدوه، فأين كانوا عن محاربة ذلك الفساد الذي يدعون أنهم يريدون القضاء عليه ويرمون الآخرين به؟ أم أنهم كانوا يقتاتون عليه؟ فليحذروا من البهتان والإثم الذي يكسبونه.. وفهمكم كفاية.
أدام الله من كان صادقا بمحاربة الفساد ولا دام من يرمي الناس بالإثم الذي يفعله وهو يتكسب به.
[email protected]