جرت العادة بتبادل وتناقل مقاطع الفيديو بين الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي في شتى المواضيع والمجالات المختلفة، ويكون لكل وقت «تقليعة» من المقاطع المضحكة إلى المخيفة إلى الثقافية وهكذا..
لأتذكر موضة تسيد المقاطع المستوردة من اليابان التي يكون نتيجتها التعجب والانبهار من هذا الشعب حتى أطلقوا عليه «كوكب اليابان»، ومن تلك الحقبة أتذكر مقطع الفيديو الذي يبين تنظيف الطلبة لفصولهم ومرافق مدرستهم ليصل بهم الأمر بالاستغناء عن عمال النظافة في المدارس أو كما يطلقون عليهم مهندسي الصحة، ولاقى هذا الفيديو الاستحسان من شريحة عريضة كعادة أي مقطع مصور يخص ذلك الكوكب.
وبسبب الإعجاب بهذا الفكر نقلناه إلى مدارسنا مغرمين به ولسنا أبطالا بسبب نقص العمالة في المدارس وإرجاع المقصف والفسحة بالفرص لتكون «رب ضارة نافعة»، وذلك بغرس قيم النظافة والمحافظة على الممتلكات العامة لكن ما كان الغريب بالوضع استنكار شريحة من الطلبة مع أولياء الأمور تنظيف فصولهم وأماكنهم التي يدرسون بها بالمقام الأول.
ولدى تذكيرهم بتلك المقاطع من تلك الشعوب المتقدمة والمتحضرة تكون الإجابة بأغلب الأحيان «أبناؤنا ليسوا مثل أبنائهم»، مع أن التنظيف الذي نطمح إليه يقتصر على رمي الأكياس في سلال القمامة فقط لا غير.
إلا أن البعض منا ينظر إلى العمل وليس إلى النتائج من منظور لا يعلمه سوى الله.
يجب أن نخرج من صندوق اختزال مهمة المدرسة التدريس لأنها ليست المهمة الوحيدة للمدرسة وإنما تأتي ضمن عدة أهداف أهمها إنشاء المواطن الصالح وتهيئته بالانخراط في المجتمع.
على الهامش: من أهم أهداف التعليم غرس القيم والأخلاق الفاضلة في المتعلم.
[email protected]