من حسن حظ البشرية ان معارفنا عن الكون المحيط بنا قد تزايدت عبر الأحقاب والدهور، وذلك بفضل ما تناقلناه من الخبرات لأجيال متلاحقة ترجع في الأساس الى طموح الإنسان بل الى المثالية في تطلعه وتفكيره.
وفي عالم تسارعت فيه خطى المعرفة غدا اللحاق بركب الأمم من الأمور الحتمية التي علينا ان نسلك في توجهاتنا إليها الممارسات العلمية والأسلوب التقني، ففي عصرنا الحاضر اتسعت مداركنا وأصبحت العلوم وثيقة الصلة بحياتنا، وها نحن الآن نلمس ونحس ونرى ونشاهد آثارها تحيط بنا من كل جانب.
كما ان العلم لم يعد نشاطا قاصرا على طلابه فحسب ولكنه بالأحرى قوة حيوية في الشؤون الإنسانية من شأنها ان توصل الإنسان الى أهدافه وتطلعاته في الحياة بشتى جوانبها ومناحيها.