عشرون عاما.. يا أمي، وأنا عار بلا خطيئة، ويتيم بلا انكسار، وسائل متعفف.
منذ رفعتِ عني غطاءك.. وأنا مكشوف تتناهشني الأيام ولياليها.
وكلما جاء عيدك.. غرستُ في صدري خنجرا من دموع محبوسة.
أطوف بقبرك.. أقبّل التراب الذي يحميك.. «لا حبُّ التراب شغف قلبي.. ولكن حبُّ من سكن الترابا».
فيا ساكنة ذاك القبر.. أعيريني شيئا من سلام روحك.
امنحيني صوتك.. يدفئ عمري المرتجف.
وصبرك.. أتمنطق به.
وجديلة من شعرك.. أصد بها غائلات زمن يتمي.. وأجعلها سقفا لحياتي العارية.
الأمهات.. جواهر في رؤوس أبنائهن.. وقلائد تطوّق بالحكمة أعناقهم.. وسيرة حب تزيد الأرض حبا.
وهنّ عالقات في جباه الزمن.. يزيّنّهُ فيتباهى بزينته.
وكلما ماتت أم.. سقطت من جبين الزمن جوهرة.
وكلما بكت.. أدمعت عينا القمر.
وكلما شكت.. ولولت الأرض.. وتزاحمت النجوم تصغي.. فالنجوم شقيقات الأمهات وشواهدهنّ العدلات العادلات.
الأم.. هي أول بيت للإنسان وهي أول مطعم ومشرب له.
فيا أمي.. يا بيتي الاول.. ومطعمي ومشربي.. وراسمة الحرف في لساني.. أكتب اليك ـ في عيدك ـ حيث أنت.. لا لأرثيك ميتة.. ولكن لأرثي نفسي الحيّة.
[email protected]