صالح الشايجي
يبدو ان «ايران» استمرأت «اللعب على الحبلين»! حبل التخويف والتهديد والتحديق بعين حمراء، وحبل التراخي و«التوضيح» و«الاخوة» و«الانسجام»!
هكذا بدت «ايران» في الفترة الأخيرة، يخرج أحد المسؤولين فيها يهدد دول الخليج ويتوعد وينذر بالشر وبالضم وبإعادة التاريخ المزعوم الى الوراء، ثم يخرج آخر ليهدئ و«يوضح» ويبرد الخواطر الغاضبة، زعمــا ان «ايران» تسعى الى السلام والى علاقات جــوار حسنــة تقـوم على التفاهـم والتلاقــي لا على الخصام والنفور.
الكل يعلم ان النظام في إيران أحادي، حتى وان تزين بـ «البرلمان» والانتخابات ورفع شعارات الحرية وحكم الشعب بالشعب، فهناك صوت واحد ورأي واحد وكلمة واحدة لا ثانية لها، وما قاله «شريعتمداري» مستشار مرشد ثورتهم ورئيس تحرير كبرى صحفهم «كيهان» هو نفسه الذي يقوله كل وزير وكل عضو في برلمانهم أو أي من مجالسهم وأي صحافي من صحافييهم!
أما الادعاء بأن «شريعتمداري» كان يعبر عن رأيه، وليس عن الرأي الرسمي الايراني، فهو كلام مردود عليه ولا ينطلي على أحد! فكيف يكون لمستشار «المرشد» رأي يخالف رأي المرشد، أو يخالف الرأي الرسمي؟! ثم ما هو الاجراء الذي اتخذ ضد «شريعتمداري» اذا ما كان «فعلا» خالف التوجه الرسمي ونحا منحى مغايرا ومضادا للسياسة الرسمية؟!
على ايران ان تصحح واقعها وتلتفت الى مشاريع التنمية في بلدها وتهتم بشعبها ورفاهيته وتترك دول الجوار بشأنها، وعليها اثبات حسن نيتها تجاه جيرانها العرب، فليس من مصلحتها إثارة الزوابع! و«مو كل مرة تسلم الجرة»!