هل يرضى «هلال الساير» وزير الصحة، و«موضي الحمود» وزيرة التربية، و«مصطفى الشمالي» وزير المالية، و«أحمد الهارون» وزير التجارة، و«بدر الشريعان» وزير الكهرباء، ومعهم الوزراء الشيوخ وسمو الرئيــس، ان يتسلط شبان أغرار ناعمــو الاظافر واللحى، ويفرضوا الحجاب فرضا على نسوة ساقتهن أقدار الحاجة والضعف والهوان لان يكن تحت امرة أولئك الشبان المتسلقين ـ توا ـ سلم الطموح والمتملقين واقعنا المريض ليصيبوا نصيبا من غنائم هذا الواقع السقيم العليل؟
وأنا اذ أخاطب أصحاب تلك الاسماء، فاني أخاطبهم من منطلق تقدميتهم وليبراليتهم وعلمانيتهم وايمانهم بالدستور والديموقراطية والدولة المدنية، وأستثني بقية الوزراء حمالي نعش الدولة المدنية الغانمين مغانمها!
أما القصة وببساطة ومباشرة فهي كالتالي: في جمعيتنا التعاونية الوليدة ثمة نساء غير مسلمات يعملن «كاشيرات» وبالطبع غير متحجبات وظللن طليقات الشعر حرات غير مستعبدات، حتى تمت مؤخرا انتخابات جديدة لمجلس ادارة تلك الجمعية المنكوبة، فاز فيها شبــان يقال انهم محسوبون على أحد التيارات الدينية فكان أول قرار لذلك المجلس الجديد هو تحجيب أولئك النسوة «الكاشيرات» غير المسلمات، وتحويلهن الى «كاشرات» مبتئسات وقد احترن بهذا الغطاء الرأسي الذي لم يلزمهن به دين ولا دستور، ودستور الكويت لا يلزم النساء ولا الرجال بزي معين، وديانة تلك النسوة كذلك!
اذن بأي حق يخرق أولئك الصبية أعضاء مجلس ادارة جمعيتنا الجدد، دستور الدولة ودينا سماويا يدين به أكثر أهل الارض؟
أنا أعلم انه لا علاقة مباشرة بين السادة الوزراء الذين ذكرت أسماءهم أعلى المقالة، وتحجيب هؤلاء النسوة، ولكن أعلم أنهم وزراء في حكومة دستورية، وأعلم أن توجهاتهم الفكرية تتناقض مع هذه الواقعة التي يحاول من خلالها شبان ناعمة أظافرهم تغييــر واقــع البــلاد الدستوري، ومن هنا أدخلت أولئــك الوزراء طرفا في الموضوع لكونهم حزمة شديدة البأس في الحكومة ولانني أعلم علم اليقين أن مثل هذه الحالة القسرية التي يعيش تحت وطأتها أولئك النسوة لا تتوافق مع معتقدهم الفكري.
وثمة ما يقال أيضا في هذه القضية، ونهر الكلام المر مازال يجري، على شكل تساؤلات مرة مريرة، فمن ملك أولئك الشبان جمعيتنا التعاونية وبسط سلطانهم عليها من خلال قرارات تعسفية؟ فهل اشتروها من حر مالهم؟ أم انهم ورثوها؟ أم انها مما ملكت أيمانهم؟
وللزيادة في الامتعاض ورفض هذا التملك الخاص من قبل أولئك الاعضاء لملكية عامة، فقد قابلت أحد الاشخاص في مبنى مجلس الادارة الذي ذهبت اليه لأمر يخصني، وسألت «حضرته» ان كان من ضمن مجلس الادارة، فافتر ثغره عن ابتسامة هي أعرض من «الفك المفترس» ليخبرني «سيادته» بأن أخاه هو العضو وليس هو، وأردف قائلا: «آمر يالحبيب؟ شقدر أخدمك؟» اذن للاخوة نصيب من استعباد الخلق والهيمنة، والعملية ليست مقتصرة على الاعضاء فقط، بل للاهل والاقارب والمعارف نصيب أيضا، يا أهل الدستور وحماته، عظم الله أجركم بدستوركم، وانا لله وانا اليه راجعون!
[email protected]