صالح الشايجي
سمين مجلس الامة مثل «غثه»، ورقصه مثل تلوّيه ألما، وغناؤه مثل نواحه.
ان الذين يتأملون ويرتجون خيرا في او من مجلس الامة، انما هم يطيلون امد عذاباتنا ويزيدون من جراحاتنا ويؤخرون يوم تداوينا وتشافينا وتعافينا.
اننا مجتمعين ومنفردين ندفع ثمنا باهظا ومكلفا من عافيتنا واستقرارنا النفسي واموالنا، نتيجة استمرار مجلس الامة وتطاوله علينا وعلى خصائصنا وخصوصياتنا وعبثه المتواصل بحركة مجتمعنا وجره الى الخلف، ما جعلنا اكثر البلاد تخلفا واهتزازا في محيطنا، بل صرنا اشبه بالوباء الذي يفر منه المتعافون خشية على انفسهم وعافيتهم.
ان البعض يحاولون سقايتنا كؤوس الخداع، ويسكبون في افواهنا المر والعلقم ويدّعون أنها كؤوس شهد وملاعق عسل، حين يخادعون عقولنا ويشاغلون ابصارنا مصورين لنا ان مجلس الامة هو «الديموقراطية»، ومن يعاديه فله الويل والثبور ويصنفونه بأنه عدو للديموقراطية.
رغم ان الحق ينطق بما تنطق به الحقيقة، في قولها ان الموالين لمجلس الامة والراضين به والمطبلين والمصفقين له، هم اعداء الديموقراطية الحقيقيون وهم الذين يقفون ضد تحقيق الديموقراطية الحقيقية التي تكرس حرية الانسان وسيادته على قراره، بينما مجلس الامة نزع سيادة الانسان وعبث بحريته وداسها دوس الجياد الجامحة لخشاش الارض.
اننا نئن ونشكو ونشتكي، ونطالب بالديموقراطية الحقيقية الكريمة التي تستعيد لنا كرامتنا التي اهدرها مجلس الامة، ورضاؤنا باستمرار مجلس الامة هو اعتراف موقّع منا بكفاءة من يسلب ارادتنا ويدوس كرامتنا، وموافقتنا على افعاله، وذلك ما لا نقبله ولا يقبله اي شعب حر كريم.
متى نتحرر من قيود مجلس الامة؟ ومتى نسير الى الديموقراطية التي يقف مجلس الامة كحجر عثرة في طريقنا حتى لا نبلغها؟ متى؟ متى؟