صالح الشايجي
نغبطكم لا نحسدكم، فلقد عشتم شبابكم في فترة الازدهار والتفتح والانفتاح والقبول والرضا، حيث كانت أنفسكم هانئة وقلوبكم مرتاحة، وعقولكم مشغولة بما ينفع.
كنتم تعيشون أملا وتعملون من أجل تحقيقه، وكان زمنكم الجميل يزرع في نفوسكم طموحات قد تفوق قدراتكم، ولكن الطموح يزرع التفاؤل دائما، لذلك كنتم متفائلين، ولم تكونوا سذّجا أو أغبياء.
يكفيكم أنكم كنتم تسمعون جديد «عوض دوخي» و«سعود الراشد» و«غريد الشاطئ» و«شادي الخليج» وغيرهم في الغناء، وتتنقلون من مسرحية لـ «صقر الرشود» الى مسرحية لـ «عبدالحسين عبدالرضا» و«سعد الفرج» أو إلى مسرحية نجومها «ابراهيم الصلال» و«خالد النفيسي» و«عبدالعزيز المسعود» و«عبدالعزيز النمش»!
أمسية شعرية لـ «نزار قباني» في جامعة الكويت، محاضرة في «جمعية المعلمين»، «فرقة البولتشوي» في مسرح الأندلس، فيروز، صباح، وديع الصافي، نجاة الصغيرة، عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش، تختارون من تشاءون من حفلات أولئك المطربين كي تحضروها، متحلين ببناتكم أو زوجاتكم أو أخواتكم.
انتخاباتكم لمجلس الأمة، كانت عفوية وصادقة، فلا خيام تنصب، ولا خراف تذبح ولا وسطاء، ولا أموال تنفق، ولا شراء للصوت أو بيع له، تتحرون الأكفأ والأقوم والأنقى والأسلم فتنتخبونه، لا خؤولة ولا عمومة ولا نسب ولا دم يؤثر بكم.
لكل تلك الأشياء ولغيرها الأكثر منها، نغبطكم على زمانكم الذي عشتموه، بينـــما نحن في وضع لا يسر، شـــقاء وهم ودنو ودناءة، أبواب الشر مشرعة، وأبواب الخير مغلقة!
لقد عشتم ولادة مجتمع ونعيش احتضاره!
تلك مقاطع اخترت نشرها من رسالة طويلة وصلتني من شاب يشكو عصره!