صالح الشايجي
نعم ثمة إجابة في سطور اليوم عن تساؤلات الأمس، حول الكويت «الوطن» أم «الفندق»؟
بألم أشد من الشديد، وباحتباس المرارة في الصدور، وحيرة الدموع في مآقيها أقول: إن الكويت لم تربّنا على حبها والولاء لها!
كان ولاؤنا موزعا على «وطننا العربي الكبير»! على «عبدالناصر» و«شكري القوتلي» و«أبطال ثورة الرابع عشر من تموز في العراق»، على «عبدالكريم قاسم» و«عبدالسلام عـارف» وصــولا الى «نجيب الربيعي» وليــس انــتــهاء بـ «رفعت الحاج سري» و«ناظم الطبقجلي» و«عبدالوهاب الشواف» و«ثورة الموصل»!
هذا ولاء البعض منا، أما الأكثر «وطنية» و«استنارة» فكان ولاؤهم لـ «ماوتسي تونغ» و«خروتشوف» و«كاسترو»!
وثمة آخرون يسيرون في ركب «الولاء» الكويتي الموزع، يوالون «حسن البنا» و«إماما» هنا، و«إماما» هناك!
إن «ثورة الجزائر»، هي «قضيتنا» ونكبة فلسطين «نكبتنا»، و«جميلة بوحيرد» تنام على وسائدنا الخالية، حلما يقضّ مضاجعنا، حتى توجناها «قدّيسة» غسلناها بدموع الشوق إليها، ويوم حريتها هو يومنا الوطني!
ألم يشتبك بعضنا نحن طلاب ثانوية الشويخ مع الشرطة، عند زيارة «البطلة جميلة بوحيرد» لمدرستنا عام 1963، لأننا نريد ان نحظى أكثر بشرف لقاء «البطلة» - الوطن - والتمتع باقتراب عيوننا منها؟!
ألم نشعل شيئا من «الوطن» - الفندق - إكراما لعيني «البطلة» - الوطن - ؟!
ألم تكن صور «جمال عبدالناصر» وصحبه الكرام معلقة على جلّ الأفئدة الكويتية، تراها الأعين وتلتقطها معلقة على سياراتنا وفي بيوتنا وحتى غرف نومنا؟! ألم نتباه بها، وبصاحبها «البطل»؟!
أين الوطن في كل ذلك؟ ومن كل ذلك؟!
لم يكن الوطن آنذاك، إلا مرتعا ومرعى، أو خيمة بلا أوتاد، لا ولاء لها!
أليست تلك الصور واقعا عاشته الكويت وعايشناه وعشناه؟!
صورة «عبدالله السالم» تزيّن دفاترنا المدرسية! ذلك كان «كل الوطن»!
هل رفع أحدنا صورة «عبدالله السالم» أو علقها في بيته أو نصبها على زجاج سيارته الخلفي كما فعلنا مع «عبدالناصر»؟!
في سطور الغد، إضاءات أخرى على واقع كنا عشناه!
وإلى الغد،