صالح الشايجي
الخصومة في السياسة هي نوع من الجهل السياسي، بل هي الجهل عينه.
بعض الذين ساءت اقدارنا فأخذت بهم الى مجلس الامة، اعلنوا اول خروجهم من البيضة، انهم سيستجوبون سمو الشيخ ناصر المحمد فيما لو اوكلت اليه رئاسة الوزراء!
وهؤلاء يتعاملون مع القضايا السياسية وفق مفهوم الاثر الرجعي او الارتدادي، لانه ليس في السياسة شيء اسمه الشخص او الفرد، بل هناك ما يسمى بـ «الأداء»، وبناء على اداء هذا الفرد تتم محاسبته، اما اضمار النية وتقصّد الشخص بعينه فامر مزاجي لا سياسي، يؤكد ان النية مبيتة بسبب جانب شخصي يتصل بالفرد ذاته لا بأدائه.
قد نفهم تخوف هؤلاء الخارجين - توّا - من البيضة من الشيخ ناصر المحمد والذي اتضح خطه السياسي ومنهجه في ادارة العمل الحكومي على مدى اكثر من سنتين، وان مثل هذا الاداء الحازم والسريع والشفاف لا يناسبهم، لانهم ميالون لتمشية اجندة سياسية تتعارض مع الصالح العام الذي يمثله الشيخ ناصر المحمد، ولكن هذا لا يعني ابداء جهلهم بالعمل السياسي فيظهروا نيتهم قبل الاختبار! فهم بذلك كمن يعطي نتائج الامتحانات والدرجات قبل اجراء الامتحان، وبذلك كشفوا عن جهل سياسي فاضح يعلق الجرس في رقابهم ويشكك في مصداقيتهم امام ناخبيهم وعموم المواطنين.
وان كنا نتلمس الاعذار لهؤلاء المهددين باستجواب الشيخ ناصر المحمد ونعرف منطلقهم الحقيقي والسبب الكامن وراء خصومتهم للشيخ ناصر، وعلى رأس تلك المنطلقات والاسباب، كون حكومة الشيخ ناصر سعت جاهدة لتطبيق القانون وبالذات بخصوص الفرعيات وشراء الاصوات، فإن هذا لا يعني الافصاح عن نيتهم وكشف جهلهم امام الرأي العام.
ان محاسبة النواب من قبل ناخبيهم يجب ان تبدأ بمجرد اعلان نجاحهم لعضوية مجلس الامة، وقبل عقد اولى جلساته، وذلك بمراقبة تصريحاتهم ومواقفهم والتي تعتبر جزءا من عملهم البرلماني، وعلى ناخبيهم الذين سعوا لايصالهم المتابعة والتدقيق في اعمال نوابهم وتوجهاتهم وتصريحاتهم، لان هؤلاء الناخبين هم سادة اللعبة الانتخابية وهم الذين اوصلوا هؤلاء النواب الى نعيم المجلس، ولم يصلوا بمجهوداتهم او كفاءاتهم!