صالح الشايجي
«حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به رقصت على قدميه».
هكذا قال الشاعر «نزار قباني» قبل نصف قرن من يومنا هذا، على لسان عاشقة ولهى فرحة بلقاء معشوقها!
ولكن ماذا لو أن «نزار» لم يكتب تلك القصيدة في ذلك الزمان، وأراد أن يكتبها في زماننا هذا أو حتى في الزمن القريب من موته؟!
ماذا سيقول عن الفساتين؟!
بل أين الفساتين؟!
راحت الفساتين، تطايرت مع الريح، صارت من مخلفات الماضي، خطفها الزمن وخبّأها!
حل «البنطلون الجينز» محل الفستان، وأعانته «البلوزة» لتحتل الدور العلوي من الجسد النسوي!
استرجلت النسوة أو كدن! حشون أجسادهن بذلك «الجينز» الذي قربهن الى عالم الاسترجال وصحراء الرجولة الموحشة، وألقين بفساتينهن خارج عالم الأنوثة المؤتمنات عليها!
باتت نساء العصر الحديث، نساء باطنيات - فقط -! هن نسوة فيما بطن منهن، أما فيما ظهر فهن اشبه بالرجال، أو هنّ رجال على وشك الرجولة!
لماذا تخلت النسوة عن فساتينهن التي كانت إعلانا عن أنوثتهن، فيجدن الاحترام والدلال والتقدير والتبجيل؟! ولماذا غصن في ذلك «الجينز» القاتل لأنوثتهن التي أهدرها زمن الاسترجال النسوي؟!
لقد باتت مفردة «فستان» غير معروفة لشبان هذا العصر وشاباته، حتى صاروا يظنون انها من أزياء العصر الروماني!