صالح الشايجي
انكببت في الآونة الأخيرة على قراءة الروايات، وبالذات المصرية منها، فوجدت في ذلك العالم المقارب في معظمه للخيال والمنسوج من خيوطه عالما جميلا وكأنما هناك أرواح تعيش فيه وتتحرك، تقترب من شخصيات تعيش في ذلك العالم وتستهويك تلك الشخصيات إما بقوتها وفرادتها أو قوتها أو تصاعدها الحياتي المتنامي.
يتميز الروائي المصري خيري شلبي بالسرد الجميل المطول والشخصانية القريبة جدا من الواقع، والواقع المصري بالذات، وتخلو كتاباته من الفلسفة والتشريح الوجداني للشخصية، وتعتمد على رسم الخطوط الدقيقة لحيوات شخصيات رواياته، وهو من ذلك النوع المسهب والمطنب في السرد الجميل، حتى لتتخيل وأنت تقرأ رواياته بأن ثمة شخصيات من تلك التي ابتدعها في خياله هي شخصيات تعرفها أنت شخصيا وتعاملت معها في واقعك.
بينما يتميز بهاء طاهر، المصري ايضا، بأنه كاتب هندسة أدبية، بمعنى انك وأنت تقرأ رواياته تحس انك أمام بناء هندسي من حروف وجمل ومعان وتلميحات وتصريحات، بناء فيه البلاغة اللفظية غير المفتعلة، مع شخصيات تود ان تضمها الى صدرك او تجاورها في حياتك.
أما المغربي محمد شكري فهو كاتب صعلوك بكل ما تعني الكلمة من معنى، وهو يقر بذلك ربما ليس اقرارا مباشرا، بل بما يخطه على الورق صانعا رواياته التي نسج أغلب أحداثها من واقعه ومن حياته التي عاشها متسولا أو شبه متسول في أزقة «طنجة» المغربية وجوارها فتدخل معه تلك الأزقة والمواخير وينسكب عليك كثير من خمره المراق على ورق رواياته.
لم يتسن لي مع الأسف قراءة روايات الروائيين الكويتيين الشبان والشابات والذين كما علمت يؤسسون لواقع روائي ناطق وجميل قد نرى مستقبلا يانعا حصاده.
نتمنى ذلك، ولكن بعيدا عن مجلس الفنون والآداب، و«رابطة الجأش» الأدباء سابقا.