Note: English translation is not 100% accurate
أحزان العقلاء
السبت
2006/11/18
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
في غمرة الحديث الشائع هذه الأيام عن احتمال حل غير دستوري لمجلس الأمة، نجد ان البعض قد جنح جنوحاً غير محمود وغير مدروس العواقب، وذلك بالاستقواء بـ «الشارع» وتحريكه وقوفاً ضد الحل فيما لو حدث!
لا أؤيد ـ ولا أظن عاقلا مثلي يؤيد ـ مثل هذا الطرح الموتور باللجوء الى الشارع وتهييج عواطف الناس الدهماء منهم والسوقة أو حتى كبار العقول، في ظل ظروف سياسية ـ داخلية أو محيطة بنا ـ متوترة ومتأججة، ودونكم العراق وما يحدث فيها من محاولات اشعال حرب طائفية أو عرقية!
ان مثل هذا الطرح لا يراعي المصالح الوطنية، بل هو دفع غريزي وتثبيت لرغبات خاصة لدى أصحابه من الذين يدعون الدفاع عن الدستور، و«حماية المكاسب الديموقراطية» حسب زعمهم!
ولا ينظرون الى ما هو أبعد من هذا وما الذي سيسببه تحريك الشارع، وما سوف ينجم عنه واحتمال استغلال فوضوية التحرك من اجل احداث بعض الارباكات الأمنية، لاسيما وان «الخلايا النائمة» ومن ايديهم على الزناد، قد تمت الاشارة اليهم كثيرا في فترات سابقة.
ان العقلاء والوطنيين هم الذين يقع على عواتقهم حفظ البلاد من الوقوع في مستنقع الشرر وابعادها عن المخاطر والولوج الى بؤر الفتنة والتشاحن والانشقاق. ان الوطن أهم من الدستور ومجلس الأمة والديموقراطية، فاذا ما كان الادعاء بحمايتها سوف يفتح علينا باب الشرور، فلتذهب تلك الديموقراطية الى الجحيم، وليبق لنا وطننا آمنا سالما سليما نتعايش فيه كلنا بإخاء ومحبة.
لماذا لا يتحرك الذين يدعون الغيرة على الدستور والديموقراطية، وهم يرون الانتهاكات المتتالية المتوالية لهذا الدستور، والتي تتم على أيدي مجلس الأمة ونوابه؟ لماذا لا تحركهم «غريزتهم» الدستورية لوقف تلك الانتهاكات للدستور، بينما يرون في تعطيله أو تعليق بعض مواده جريمة لا تغتفر، لابد ان تدفع البلاد ثمنها؟
ان الخطورة تكمن في وجود الدستور والتجاوز عليه وانتهاكه، لا في تعليقه أو حل المجلس أو ربما هما حالتان متساويتان، فلماذا اذن لا يلجأ «حماة الدستور» للشارع وهم يرون الدستور ينتهك على أيدي أعضاء المؤسسة البرلمانية الدستورية!
اقرأ أيضاً