صالح الشايجي
اجتهدت ان تكون هذه السلسلة من المقالات مجرد محاولة من «صاحب قلم» لتلمس المشكلات القائمة الآن في البلاد، ولا أزعم انها دراسة علمية،اجتماعية أو سياسية، بل هي أقرب ما تكون الى انطباعات مواطن يهمه ان تكون بلاده بعيدة عن ازمات ما كان لها ان تقوم او تحدث، لو أُحسن تقييم الاوضاع والتعامل معها بجدية وعدم التراخي ازاء ما استجد خارج المألوف وتركه يسير دون محاولة ايقافه او منعه، لتتشكل بعد ذلك أزمات تدخل فيها البلاد ويضج منها الخلق الكويتيون.
تنصرف أذهان الكثيرين الى ان القبيلة «مكوّن عربي» او انها خاصة بالعرب، رغم ان مفهوم القبيلة او تعريفها شائع عند جميع الشعوب وفي كل الأزمنة والأمكنة، فالجغرافيا والتاريخ مليئان بالقبائل، سواء عند قبائل الهنود الحمر في الأرض البكر في أميركا وقبل ان تطأها القدم البيضاء، او هناك حيث تشرق الشمس في أستراليا، فضلا عن أفريقيا وعديد الحروب القبلية التي قامت فيها.
اذن فإن ربط القبيلة بالعرب هو امر لا صحة له، والقبيلة هي الجنين الذي كبر وشكل فيما بعد الوطن او المجتمع، والقبائل كانت موجودة قبل العرب واستمرت معهم، ومازالت القبائل موجودة، ولكن استمرار وجودها كشكل من اشكال «الدولة الصغيرة» او «المجتمع الصغير» مرتبط ـ بالضرورة ـ بعدم اندماجها بالدولة، وبقائها بعيدة عن مظلة الدولة الحديثة بمكوناتها التي تصهر كل الكيانات وتذيبها في بوتقة الحداثة والمدنية وتخضعها للدولة وقوانينها، وحيثما تعجز الدولة عن ذلك، تكون القبيلة!
وإلى الغد.