صلاح الساير
عصبي، قلق، شارد الذهن، كلما سمع همسا خارج المنزل هب مذعورا يرقب الشارع من نافذة غرفته. فجنود الاحتلال العراقي في كل مكان، وخروجه من المنزل يزيد من عصبيته وقلقه، الأمر الذي يتسبب له في أوجاع بالقولون لا تحتمل.
ليس هناك من وسيلة لحل مشكلة نفاد مخزون السجائر سوى أخيه الصغير الذي كان يذهب إلى السوق المركزي كل يوم ليجلب له علب السجائر التي سرعان ما كانت تنفد. فالرجل يدخن كثيرا، وكلما سأله الأخ الأصغر عن سر التدخين الكثيف أجابه بأنه قلق على «الكويت» وتدخينه المستمر نابع من حزنه على وطنه.
ربط الصغير الوطنية بالدخان، فشرع في التدخين سرا لأنه لا يقلّ وطنية عن أخيه الأكبر فهو مثله يحب الكويت ومن أجلها ينبغي أن يدخن. وبعد تحرير الكويت استمر الطفل بالتدخين، كبر بالعمر وكبرت وطنيته معه.
قصة حقيقية أوردها بمناسبة شعارات «الدخان» الانتخابية التي تتغنى بحب الكويت!