يغيب الخير بكل صوره، عن ذوي النفوس الشريرة الحاقدة، فلا يرون فيما يرون سوى الدمار والسواد، ويعميهم الحقد فلا ينظرون بمنظار الحقيقة ولا يزنون الأمور بالعدل والقسطاس، فتهرب منهم الحقيقة ليتخبطوا بجهلهم وغلهم وحقدهم.
هؤلاء مع الأسف عرب في ألسنتهم، وأعداء للعرب في قلوبهم السوداء الخازنة الغل والحقد لكل ما هو عربي.
ما إن تم إقرار قانون «جاستا» الأميركي، حتى لعلعت تلك الزمر الحاقدة المتشفية، العمياء عن الحقيقية، والسائرة تتخبط في دروب الضلال، فطيرت أحقادها صوب المملكة العربية السعودية، وادعت أنه قد تمت مصادرة تريليونات من الدولارات تملكها المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، وراحت تصب غلها على المملكة التي حسب زعمهم بددت الأموال ولم تتصرف بحكمة، وكان عليها كما زعموا أن تستبق الأحداث وتسحب أموالها وتنفقها على ذوي الفاقة والحاجة في الدول العربية، وأن تساهم بها في تنمية الدول العربية بدل أن يلتهمها الأميركيون ويقعد العرب ملومين محسورين جائعين متسولين!
أنا أحاول أن أحوم حول ما كتبوا مستخرجا المضمون، أما المفردات التي استخدموها بدافع من حقدهم الأعمى وغلهم الأسود، فلا أدنو منها ولا أحشو قلمي بذاك الحبر الذي حشوا به أقلامهم من حاويات القمامة، فقلمي أعف من ذلك وأطهر.
هذه هي درجة فهم عربان النعيق والنقيق، وهكذا هم فهموا قانون «جاستا» الذي ظنوا أنه جاء ليغذي أحقادهم ويشفي عللا في قلوبهم، أما هناك في الدول الغربية فإن الأمر مختلف تماما وفهمهم للقانون جاء على غير فهم الناعقين العربان، فقد راحوا يفندون القانون ويستخرجون مثالبه ومدى أضراره التي قد تعود على الولايات المتحدة الأميركية نفسها.
ثم وعلى افتراض أن اولئك الناعقين فهموا القانون كما فهموه، فإن ذلك ادعى أن يعلنوا تعاطفهم مع المملكة العربية السعودية الدولة العربية الكبيرة التي يلوح بياض أيديها في كل شبر عربي، والتي لم تتخل يوما عن قضية عربية أو حاجة عربية.
والمملكة لم تنتظر نصيحتهم بالتنمية في الدول العربية، فلولا المملكة ومساهماتها ومعها بقية دول الخليج، لما كانت كثير من الدول العربية على ما هي عليه الآن.
فكفوا يا غربان البلاء.