جريمة «لاس فيغاس» التي ناهز عدد قتلاها الخمسين وناف عدد المصابين على الخمسمائة، هي الأكبر بين الجرائم الإرهابية في عدد الضحايا، يضاف إلى ذلك مكان وقوعها والمناسبة التي كان يحضرها الضحايا والذين كانوا في حفل موسيقي تقليدي وفي فندق من المفترض ان يكون مؤمّنا.
هي إذن جريمة كبيرة وشديدة البشاعة ومخجلة ومؤسفة، وما رأيناه مصورا وينقل بعضا من مشاهدها يجعلنا ننتفض من داخلنا، فكيف بمن عاش تلك الأحداث ولامسها ملامسة مباشرة أو ربما أصيب في مسرحها.
هلع وخوف وارتباك وأكثر من كل ذلك والناس تكاد تفقد صوابها ولا تدري كيف تتحاشى رسائل الموت الطائر التي لا يدرون من أين تأتي ومن ينثرها مسممة في فضاء حفلهم.
هي بكل المقاييس عار إنساني وتتجاوز كثيرا مسمى الجريمة، ولكنها عند المشبوهين والمدسوسين ومن خلت قلوبهم من الإنسانية والرحمة، هي فعل بطولي وشرف يلتصقون به حتى لو كذبا.
وذلك ما فعلته المنظمة المشبوهة المسماة «داعش» حيث سارعت إلى تبني هذه العملية بكل ما تنطوي عليه من وحشية وبشاعة وخسة ودونية، وادعت أن منفذ الجريمة هو أحد كوادرها وأنه أسلم قبل مدة وانضم إليها!! وكأنما تلك الجريمة النكراء تشرف من قام بها أو من أمر بها.
تدعي تلك المنظمة المشبوهة ذلك، رغم أن منفذ الجريمة أميركي مسيحي لم يسلم ولم يسمع قط عن «داعش» وهذا ما أكدته الشرطة الأميركية وكذلك ما قاله شقيق المجرم.
إذن فإن مثل ذلك الادعاء من قبل «داعش» يفضح من يقف وراء «داعش» ويكشف حقيقة هذه المنظمة المشبوهة والهدف الخبيث من وراء إنشائها وهو الإساءة إلى الإسلام، وهذا ما تجلى ووضح تماما من خلال تبنيها لتلك الجريمة، فهي تريد استغلال عواطف الناس على مستوى العالم والذين هزتهم هذه الجريمة لتقول لهم إن الإسلام يبيح تلك الجريمة بل ويأمر بها ويعتبرها من الحسنات، وأن المسلمين قتلة ولا إنسانيون وإرهابيون لا يقيمون وزنا للحياة ولا لأرواح الأبرياء.
منذ منطلق «داعش» والشكوك تحوم حول أنها منظمة ضد الإسلام، وتظهر للعالم بوجه مسلم من أجل الإساءة للإسلام، حتى جاءت جريمة لاس فيغاس لتجعلها يقينا غير قابل للدحض.
ورحم الله شهداء تلك المجزرة.
[email protected]