لا أرى فرجا ولا أدنى انفراجة لخروج واقعنا السياسي من ضيقه وانغلاقه وحبسه.
لا شيء في الأفق يلوح بالأمل والانفراج والخلاص، بل على العكس من ذلك فإن كل ما يلوح في الأفق يشي بالانغلاق لا بالانفراج وبالتأزيم لا بالحل وبالانحباس لا الانعتاق وبالنكوص لا الانطلاق.
برلمان لم يكمل عامه الأول أسقط وزيرا والآخر على قائمة الانتظار.
أحاييل وأحابيل وشراك وفخاخ ينصبها صيادو الاستجوابات للإيقاع بالوزير، ورغم تهافت الحجج وتفاهة البراهين، يتقاطر المصوتون ويتزاحمون بالمناكب للفوز بنصيبهم من دم الوزير المسفوح على منصة الذبح في المجلس المنكود.
عروض هزلية، ومأساوية في الوقت ذاته، لا يخرج منها مستفيدا مليئا منتفخا مزهوا كالطاووس إلا من حمل سيفه وراح يعرض أمام النظارة، يزعق بصوت كذوب مسلول ويلوح بالويل والثبور للماثل أمامه منتظرا على أي مقصلة ستزهق روحه السياسية ويخرج يلعق دمه الحزين.
واقع في قمة البشاعة تشهده بلادنا مع ما يسمى «مجلس الأمة» أو «مسرح الأمة» والأمة منه براء فلا هو مجلسها ولا هو مسرحها.
ملت الأمة الكويتية وضاقت به ذرعا وتصيح بأعلى صوتها لا نريد هذا المجلس لا نريد هذا المسرح الهزلي المنكود، أغلقوه وأريحونا.
إن بلادنا في خطر في ظل وجود هذا المجلس، ولا أعني به المجلس القائم الآن، ولكنما أعني المجلس برمته ككيان سياسي معطل لمصالحنا الوطنية والواقف عثرة في سبيل تقدم بلادنا وراحتنا ورفاهيتنا نحن كمواطنين.
حتى هذا الصنم المسمى الدستور والتي تذبح الكويت أمام عيون أبنائها بسكينه كل يوم، لا نريده ولا بد من إيداعه المتحف وتوديعه بغير أسف بل مدحورا مذموما.
شببنا على فرح وأمل ومستقبل وردي وغد أخضر، وشبنا على قهر أسود ينهش أكبادنا، وسنموت مقهورين بسبب ما يسمى الدستور ومجلس الأمة.
إن الضمير الوطني الكويتي يصرخ ويصيح ويقول: لا نريد دستورا لا نريد مجلس الأمة.
إن دماء شهداء الرقة والصريف والجهراء والغزو العراقي تصيح من تحت الأرض، نريد الكويت أن تبقى وتحيا سعيدة وبيرقا يرفرف بالأمل، ولكي تكون كذلك فلا بد من محو الدستور ودفن مجلس الأمة.
[email protected]