يلوك البعض الأجوف عبارات جوفاء تشابه فراغهم وما هم فيه من قلة حيلة ورداءة فهم وقصور عقلي عن بلوغ الحقيقة وحتى الاقتراب منها.
ومن العبارات الجوفاء الملاكة في حلوق أولئك القوم اللائكين عبارة «مستوى الحريات تدنى كثيرا في الكويت عما كان عليه قبلا»!!
هذه عبارة أقل ما يقال فيها إنها ساذجة بلهاء لا تنم عن فهم ولا تدل على احترام قائلها لعقول السامعين.
الواقع يقول إنها ليست صحيحة وإنها عبارة فيها تجنٍ على الحقيقة وتجافي الواقع ولا تدانيه.
هم فيما يقولون يستندون إلى عدد المسجونين أو الذين سيقوا إلى المحكمة بتهم كثيرة، ويحسبون كثرة أولئك مؤشرا على انخفاض مستوى الحريات في الكويت، بينما الحقيقة عكس ذلك.
الحقيقة التي لم يدركها أولئك اللائكون الكلام دون تبصر ولا دراية، هي أن الفوضى زادت والفوضويين زادوا والخارجين عن القانون زادت أعدادهم وصار بينهم تنافس على من يخترق القانون بدرجة أكبر من الآخر، إضافة إلى جهال وصبية أغرار ذوي أعواد رخوة مائعة مائحة، أتاحت لهم وسائل التواصل الاجتماعي فرصة الظهور على الناس، فظهروا بجهلهم يصيبون بسهامهم العمياء الجاهلة الطائشة، السابلة أو المتحصنين بقلاع متينة، غير عالمين بالقانون ودقائقه وتفاصيله ظانين أنه بإمكانهم قول ما يريدون ورمي الناس بالباطل ولا شيء يحول دون ذلك، ولم يمر في خواطرهم قط أن هناك قانونا ينظم عملية النشر وأن القانون مكلف بحماية الناس وسمعتهم، وأن العملية ليست فوضى ولا هي «مجلس عواير».
هذا هو الواقع وهذا هو السبب في ارتفاع أعداد المسجونين والمقدمين إلى المحاكمة، فحينما يسلك البعض سلوكا خارجا عن القانون وينتهكون حرمة مؤسسة عامة هي رمز الحرية في البلاد وأعني بها مجلس الأمة، فهؤلاء وبكل المقاييس ارتكبوا جرما في نظر القانون، وحينما يحاكمون وتقضي المحكمة بحبسهم، فذلك لا يعني أن مستوى الحريات في الكويت قد انخفض، ولكنه يعني أن عدد الفوضويين ومنتهكي القانون زاد، فهؤلاء لم يكونوا في بيوتهم وتحت أجنحة أمهاتهم وتم سجنهم دون ذنب أو جريرة.
ابقوا تحت أجنحة أمهاتكم ولن ينالكم سوء، أما أن تعتدوا على الناس وتثيروا الفوضى فاعلموا أن مآلكم السجن.
[email protected]