تتمة لما بدأته في مقالي «سيرة الدم» المنشور أمس الأول السبت حول سيرة عبدالسلام عارف الدموية وعدم استحقاقه إطلاق اسمه على أحد شوارع الكويت، فقد تكشفت لي حقائق جديدة تبين موقفه السلبي من الكويت.
عام 1963 وعبدالسلام عارف في الإقامة الجبرية، قام البعثيون بانقلاب دموي ضد عبدالكريم قاسم، وتولوا الحكم وجاؤوا بعبدالسلام عارف كرئيس صوري للجمهورية ودون أي صلاحيات.
كانت قيادة العراق الفعلية آنذاك بيد البعثي «أحمد حسن البكر» رئيس الوزراء، أما عبدالسلام عارف فقد كان وجوده على سدة الرئاسة شكليا.
تقول الوثائق العراقية إنه حين أرسل الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت آنذاك برقية تهنئة لعبدالسلام عارف بتوليه الرئاسة، تشكلت لجنة من أجل الرد على البرقية، وتم الاتفاق بعد التشاور على أن يكون الرد على الشكل التالي «الشيخ عبدالله السالم حاكم الكويت»!! وليس حاكم «دولة» الكويت، حيث خشي المجتمعون وعلى رأسهم عبدالسلام عارف أن إطلاق صفة «دولة» على الكويت يعني الاعتراف بها دولة مستقلة!!
إذن ليس عبدالسلام عارف هو من أزال الحواجز بين الكويت والعراق وأقام العلاقات بينهما، رغم أن الكويت خرجت عن بكرة أبيها مرحبة بتوليه حكم العراق، وأذكر أنني خرجت ضمن هذه المظاهرة التي ضمتنا نحن طلبة ثانوية الشويخ مع آخرين من مدارس أخرى وكذلك مواطنين من مختلف الجهات، وكنا نهتف فيها بحياة الشيخ عبدالله السالم وعبدالسلام عارف!!
تمت إزالة الحواجز بين الكويت والعراق وقامت بينهما علاقات طبيعية، على يد رئيس الوزراء أحمد حسن البكر، حيث جاء في الوثائق أن الخزينة العراقية كانت على وشك الإفلاس أو أنها مفلسة والتي استنزفتها حرب الشمال مع الأكراد، حتى باتت الدولة على باب العجز عن تسليم موظفيها رواتبهم، وهنا اجتمع البكر بأعضاء حكومته وأطلعهم على هذا الواقع المالي السيئ للدولة، واقترح عليهم أن يتم الطلب من الكويت قرضا بمبلغ ثلاثين مليون دينار.
وهذا ما تم فعلا فقد أقرضت الكويت العراق المبلغ المطلوب فضلا عن تبرع بمبلغ مليوني دينار.
وهذا هو ما ساهم في إقامة علاقات طبيعية بين الدولتين، ولم يكن لعبدالسلام عارف دخل فيه أبدا!!
فهل سيصل صوتي ونسحب تبنينا لعبدالسلام عارف أم سنبقى في غينا؟!
[email protected]