أحزان الفقد لا يجب أن تصرفنا عن الحقيقة.
والفقيد ليس في حاجة لتجاوز الحقيقة حتى ننزله مكانته المستحقة.
توفي قبل أيام الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، ولقد أحزننا فقده ونعاه الكثيرون ورثاه الأكثر، ولا شك أنه مستحق لذلك. حتى أن خبر وفاته خرج خارج نطاق الكويت وآفاقها ليدوي في مدن عربية ومواقع عربية كثيرة.
مما قيل في رثائه ومن محبيه ان الراحل إسماعيل هو مؤسس الرواية الكويتية وشيخ الروائيين الكويتيين وأبو الرواية الكويتية وصفات وألقاب لن تزيد من قدره الأدبي ولن ترفعه أنملة.
لأن الراحل إسماعيل لم يكن مؤسس فن الرواية في الكويت ولا أباها ولا شيخها، من حيث الريادة والأسبقية والتسلسل الزمني وليس من ناحية الإجادة.
إن من يطلق عليه شيخ الروائيين الكويتيين ورائد الرواية الكويتية هو فهد الدويري الذي أصدر روايته الأولى واسمها «من الواقع» عام 1948 بينما أصدر الراحل إسماعيل روايته الأولى علم 1970 وبعدما بلغ عمر رواية الدويري اثنين وعشرين عاما.
وأذكر أنا أيضا أن الأستاذ عبدالله خلف أصدر رواية في الستينيات اسمها «مدرسة من المرقاب».
ومما قاله الأديب والشاعر والمؤرخ الكويتي الراحل خالد سعود الزيد عن «الدويري»:
«أقبل على الساحة بأجمعه يوم كانت الساحة عطشى، فسقاها من ضلوعه ودموعه، حتى اهتزت أرضها، وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، واستطال نباتها واستوى على سوقه.
ركب الصعب حين كان السهل على الناس صعبا، أليس هو أول من حرر القصة في الكويت من لغة السرد والحكاية»؟!
ومن خلال قراءتنا لما كتبه «الزيد» نكتشف أن هناك أيضا من سبق الدويري في كتابة القصة وهذا ما نستشفه من قوله «أليس هو أول من حرر القصة في الكويت من لغة السرد والحكاية؟!» ما يعني أن هناك محاولات سبقت قصة الدويري.
لم ينس ادب الرواية في مصر أن رائد الرواية في مصر هو محمد حسين هيكل بروايته «زينب» رغم الزخم الروائي المصري فيما بعد والذي أوصل نجيب محفوظ إلى جائزة «نوبل».
رحم الله فقيدنا إسماعيل فهد إسماعيل، وما أردت مما كتبت هنا سوى إشعال سراج يقود معزيه صوب الحقيقة ليس إلا.
[email protected]