صالح الشايجي
لابد من الاعتراف بأن تأخير «التشكيل الوزاري» دليل ازمـة سياسـية تعـيشـها البلاد، وهذه الازمة هي ام ازمـات صغيرة هنـا وهنـاك، في هذا الـقطـاع وذاك، وفي هذه الـبـــؤرة وتـلك، وهذه الازمــــات الصـغيـرة تجمـعت وتوحـدت لتنتج لنا هذه الازمـة الكبيـرة والتي ستكبـر اكثـر واكثر لتتخذ حـجما ـ ربما ـ جاوز قدرتنا على التحمل.
وجود ازمات في اي بلد هو دلالة علة لا دليل عـافيـة، ونحن في علة دائمة، حـتى بتنا لا نـشـفى من علة حــتى تصـيــبنا الاخرى، بل تكومت علينا العلل وتراكمت و«تكسرت نصالها على نصالها»!
السبب وراء كل ما يحدث في البلاد هو التـعالي والتـجاهل والمكابرة والصـدود والخوف والتراجع وعدم سيادة «القرار» وشـيوع هذا «القـرار» الذي يتـزاحم الكل على كتـابته وتدبيجـه، وكأننا لسنا بلاد سلطات غــيـر مـتــداخلة ـ كـمــا ينص الدسـتور!
مـجلس الامة لا يكتـفي بدوره التـشريعي والرقـابي ويسـعى الى حكم البلاد وصـياغـة قراراتهـا متـجاوزا دور الحكومة التي تمثل السلطة التنفيذية في البـلاد، ولذلـك فـان دعـوتنا الى تـقـوية القـرار الحكومي وسـيـادته ودعم رئيس مـــجـلس الوزراء المـكلف وتمـكينـه من تشكـيل فــريـق وزاري يتــمـــاشى مع مـتطلبات المرحـلة التي تعيـشـها البـلاد ويضع نصب عـينيه المسـتقـبل والخطط المناط به تـنفـيــذها، هو مــوقف وطني ومطلب حـيـاتي لابد من الحـرص عليـه وتعـزيزه، وهذا حـق من حـقـوق سـمـو رئيـس الوزراء المكـلف ودور علـيـــه ان يمارسه بعـيدا عن المحاصصـات الدخيلة واسـتــئناس آراء ناس ربما لا تهــمـهم مصلحة البـلاد بقدر ما تهمهم مـصالحهم ومصـالح فرقائهم ورغـبتهم في الهـيمنة والسـيطرة على مقـاليد الامـور والكسب المباشر من كل ازمة تحدث في البلاد.