ليس الموت هو انقطاع الأنفاس، أو تسامي الروح للسماء أو تواري الجسد في التراب إنما هو رد الأمانة لصاحبها، فالله الخالق حين أمر بعودة الروح قال لها (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) فلله ما أعطى، ولله ما أخذ.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كان يوم الثلاثاء الحزين حين صعقنا بخبر وفاة «أبو يوسف»، لحظات حبست الأنفاس، خفقت لها القلوب وتدافعت فيها المشاعر واستعاد الكل فيها شريط الذكريات لذلك الأخ الكبير الحنون الذي رحل عن هذه الدنيا وودعها، فاجعة عجزت أمامها الكلمات، وأيام مرت شعرنا بألمها وقسوتها.
إنه «أبو يوسف» العم والأخ والصديق خليط من الصفات الحسنة تجد في أعماقه حين يتحدث عبق الماضي، وتشعر بالطمأنينة حين يبتسم، وترى في بريق عينيه أملا في المستقبل، لا يخيب من استشاره، ولا يخذل من «نخاه»، له في كل مجال بصمة، وله في كل حديث ذكر طيب، كيف لا وهو احد أعمدة الاقتصاد والرياضة والسياسة وعضو محبوب في المجتمع الكويتي.
لن نوفيه حقه مهما كتبنا، لكن تذكرت قصيدة لأبو نواف السبيعي تصف شعورنا يقول فيها:
يا عين هلي الدمع يا عين هليه
لا تبخلي بالدمع في شخص غالي
لا ما بكيتي اليوم على اللي فقدتيه
ما أظن غيره ينفقد في الرجالي
راح الأخو والصاحب اللي مخاويه
مات الصديق اليوم وافي الخصالي
في القبر أبو يوسف ترابه مغطيه
وفارق حياة أخرتها زوالي
أبكي عليه ومن يعرفه بيبكيه
وحزني عليه أيهد عالي الجبالي
مات الصديق اللي نحبه ونغليه
راع الوفاء والطيب زين الفعالي
يا ما فزع من دون ما أحد يناديه
ذخر الرفيق أليا بلته الليالي
ما صك بابه دون من جاه ناصيه
يسعى معه بالروح ويا الحلالي
قبله فقدنا من نحبه ونبغيه
لكن موت خليفه اثر بحالي
والموت حق وكل واحد ملاقيه
ويصير في قبر من الناس خالي
يا رب يا اللي كل مخلوق يرجيه
تقبل دعائي يا عظيم الجلالي
طالبك أنا يا الله انك تنجيه
و تثبته في القبر عند السؤالي
وتكتب له الجنة بفضلك وتعطيه
في جنة الفردوس منزال عالي
لا نملك سوى أن نقول رحمك الله وأدخلك جناته، وألهمنا وأهلك وزملاءك وأصدقاءك الصبر والسلوان على فراقك الكبير، عزاؤنا بذكراك الجميل يخفف عنا غيابك الحاضر وتمنحنا ضحكتك التي لا تفارقك مزيدا من الإصرار على نهجك ورسلك كما عهدناك، روحك ستبقى معنا ولن تغادرنا مادامت الروح فينا.
والبركة ان شاء الله في أبنائك «أبوخليفة» يوسف وحمود يحملان الأمانــة ويكمــلان المشــوار، والمثل يقــول: «مــن خـلف ما مات».
[email protected]