كلما دخل التشكيل الوزاري اسم جديد أخذ الناس يحللون ويفسرون ما صفات الوزير الجديد بداية من ميلاده وحتى خروجه من الوزارة، ويتوقعون أو يأملون أن يبدأ نشاطه بما يحبه هو ويتقنه أو كما عرفناه نحن فيه، فتفاؤل شعبنا المحروم ببعض الوزراء حسب نتائج تحليل الشعب لشخصية الوزير وتفسيره للمعطيات الظاهرة أمامهم، فحين دخل الوزير الأسبق الاستاذ المبدع محمد السنعوسي لأشهر معدودات ترك بصمات وزرع ابداعات تنمو مع الزمن، فإبداعه فكرة علم فوق كل بيت في العيد الوطني أصبحت تقليدا عالميا، وفرقة التلفزيون التي ابدعها أصبحت عالمية «غنوا وابدعوا بقاعة الأمم المتحدة ـ لم تغن فيها كوكب الشرق أم كلثوم ولا ألفيس برسلي» هذا من إبداعات وزير الإعلام الأسبق السنعوسي لانه جاء من رحم الإعلام وإبداعاته كثيرة.
أما اليوم فقد أضيف لوزارة الإعلام الشباب والرياضة وتقلد حقيبتها شاب رياضي نشيط سبق له الظهور بالإعلام نتيجة انتصاراته الرياضية في المواقع التي قادها، فيا معالي الوزير، عرف عنك انك رياضي أتيت بالانتصارات الرياضية فاجعل من الرياضة سجلا نذكرك فيه وأنت أهل لذلك.
معالي الوزير، لن نطالبك بكأس العالم ولا كأس آسيا ولا حتى دورة الخليج، فليس باستطاعتك خلق لاعبين ولا مدربين، فهذا خلق الله يؤتي الموهبة لمن يشاء ويقدر ولكن بيدك أن تجعل ملاعبنا تسر الناظرين وأدواته تغني الفنيين والإداريين وتساعدهم في عملهم، أما الأمل المعقود فيك- وأتمنى أن يكون في عهدك- فهو موضوع يشمل الأعلام والرياضة، هو نقل المباريات. إننا يا معالي الوزير نتحسر بل ننقهر حين نرى مستوى نقل المباريات في تلفزيون الكويت لم يتغير منذ أربعين عاما ونحن نشاهد القنوات الفضائية الخليجية حين تنقل فعالياتهم الرياضية نستمتع بفن الإخراج ودقة التصوير وسرعة إعادة اللقطات والألوان نرى الكاميرات الطائرة والمعلقة والمخفية ولقطات الجمهور العفوية، حتى يعتقد المشاهد أن هناك كاميرات بعدد الجمهور، كل ذلك يجعل غير الرياضي يشاهد التلفزيون.
معالي الوزير، إننا كمواطنين نشعر بأننا محرومون، نملك كنوز الأرض مالا وذهبا فوق الأرض وتحتها، لكننا لا نستمتع بدنيانا والسبب معروف «الله لا يغير علينا».
معالي الوزير، شارك الناس بشعورهم ولو في مباراة واحدة خلف شاشة التلفزيون تمر أحداث المباراة لا تعرف، هل ضربة الجزاء صحيحة او تسلل صحيح أو «فاول» صحيح، وتحدث أحداث والكاميرا في عالم آخر، ثم نشاهد الحدث بعد ذلك «بالواتساب» أن أسلوب إخفاء الأحداث اصبح متخلفا، أن الكاميرا الآن أصبحت عينا ثالثة للانسان. معالي الوزير، لن نطالبك بتجنيس اللاعبين «ميسي» أو«رونالدو» كما فعل البعض لكسب كأس أو درع، فنحن قانعون بما أعطانا الله من شباب ومقتنعون بأن لديهم مواهب وروحا وطنية تقتنص البطولات، ولكن هيئوا لهم الإمكانيات، وهيئوا لنا كمشاهدين لتلفزيون الكويت الإمكانيات لنستمتع بما نرى.
معالي الوزير، إذا لم يكن دعم التلفزيون وخصوصا برامج الرياضة بكاميرات حديثة وكثيرة العدد وتكنولوجيا متطورة وأسلوب إخراج وتصوير علمي حديث فلدينا شباب يستطيع أن يبدع، انظر إلى غير الاختصاصين من شباب الكويت كيف يصورون بطائراتهم البسيطة مناظر جميلة؟ معالي الوزير، نريدها طفرة مفاجئة منكم، نريد أن تنقلونا للمستوى الحضاري الحالي، إن لم يحصل ذلك في عهدك فلا اعتقد انه سيحصل في المستقبل، وإن حصل فلا حول ولا قوة إلا بالله، فالحظ لا يطرق الباب الا مرة واحدة.
لك مني يا معالي الوزير كل التحية والتقدير.\
[email protected]