لو أعطيتك صورة، وسألتك: أين التقطت هذه الصورة؟ بالتأكيد ستبحث عن معلم أو مبنى يدلك على الموقع، فإن لم تجد، فستدقق على ما يلبسه البشر في الصورة فلكل بلد زيه الخاص ومن خلال معرفتك بأزياء الشعوب ستعرف مكان الصورة، كذلك حين تشاهد التلفزيون وتمسك «بالريموت» وتتنقل من محطة إلى أخرى، ومن قناة تجارية إلى قناة حكومية، عندها ستمر بحالات ثلاث، إما تحترم هذه القناة وتشكر القائمين عليها، وإما ترأف بحال تلك القناة وأصحابها لقلة ذات اليد وكبر المسؤولية والهدف الذي يسعون إليه وتدعو لهم بالتوفيق، أما الحالة الثالثة فهي القناة التي ما ان تراها حتى تعمل لها «بلوك» لتفاهة كل مكوناتها وأهدافها، أما الأولى ذات الاحترام والتقدير فكل ما تراه عينك من خلال الشاشة الصغيرة وكل ما تسمعه أذنك هو بحد ذاته رمز ومعلم من معالم البلد الذي تمثله هذه القناة، فحين ترى المذيع يلبس الغترة والعقال تعرف أنها قناة عربية خليجية ومن نوع العقال، وياقة الثوب (انخداشه) تحدد من أي دولة، بالإضافة إلى اللهجة، كذلك من إطلالة المذيع أو المذيعة تعرف إن كانت قناة بلد إسلامي او لا، فإن بدأ بتحية الإسلام (السلام عليكم) تيقن حدسك، المقصود هنا ان الاحترام والوقار ليسا فقط للموسيقى والمعازف في السلام الوطني، والعلم، إن الزي الوطني له تقديره واحترامه كذلك، فهو الموروث التاريخي، وبه عبير الآباء والأجداد، نشأ واكتمل عبر مئات السنين، فهو ليس مجرد ملابس تغطي أجسادنا، إنها نتائج تجارب متراكمة مزجت بها حرارة الشمس باللون الأبيض من الثياب والغترة والفواتح من الألوان، وفصلت بها الملابس الفضفاضة للتبريد، أما الغترة (فقد سميت غترة نسبة للجمال البيض «مغاتير») هذه الغترة التي تحمي من ضربة الشمس على الرأس وتكون كالقناع «الماسك» أو كفلتر للتنفس حين يكون الجو غبارا.
إن الزي الوطني فرض نفسه واعتز به الأجداد ولا يستطيع أي مسؤول بجرة قلم منعه أو استبداله، أما السلام الوطني والعلم فبجرة قلم يتم التغيير لذا كان الزي الوطني هو الأعرق والأكثر رسوخا والأكثر دلالة ووضوحا للهوية الوطنية التي يحملها كل مواطن، إنني أناشد معالي وزير الإعلام والشباب الشيخ سلمان الحمود أن يعطي ملاحظاته وتوجيهاته لجهاز تلفزيون الكويت الوطني بأن تكون شاشته مرآة صادقة عن الكويت المسلمة العربية الخليجية، تلك الدولة التي لها شكل ومضمون ولها تراث وعلم وخبرة ويعرف شعب الكويت من سيماههم ومما يلبسون، إن ما نراه من بعض المذيعين الذين يرتدون الكرافتة والرأس أصلع، أو يرتدون «التي شيرت» وزراير الصدر مفتوحة، والألوان الفاقعة، ومثلما قال المثل «يا شين شي ما يشابه أهله».
لو طلب من هؤلاء مقابلة وزير او أي مسؤول، لارتدوا الزي الوطني احتراما للمسؤول، أما مقابلة كل شعب الكويت والشعوب الأخرى من خلال الشاشة فالاحترام يقل كثيرا، فيا معالي الوزير، فكما ان منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع لهم زيهم وقوانينهم ومثلما وزارة الصحة تلزم منتسبيها بالزي الأبيض، والأوقاف أئمتهم الوافدين بالطاقية والغترة دون العقال، والعدل والمحاكم بروب المحاماة، لا بد لنافذة الكويت على العالم أن يكون لها شروط وأحكام.
رحمك الله يا رضا الفيلي، انت وزملاؤك كنتم خير وجوه ظهرت على الشاشة مظهرا وفصاحة وعلما.
[email protected]