الإنسان تكوينه روح وجسد، والمرض يصيب الجسد، والوهن يصيب الروح ثم يتسلل الى الجسد فلا تشفيه حقن ولا حبوب ولا جراحة.
في كلية الطب، مادة علمية يتلقاها الطالب لا تحتويها كتب فقط بل لها مختبرات ولها أيضا متحفها الخاص هذه المادة تسمى «علم الأمراض Pathology» وتبسيطا للموضوع هذا العلم يرتكز على ثلاثة مسببات للأمراض (فيروسات، ميكروبات، فطريات) كل أولئك تم التعرف عليها بالعلم والتكنولوجيا، لكن هناك مسبب رابع (ربما أهمهم) إنه السبب النفسي (psychic) مثال على ذلك قد «تسمع» كلاما فيرتفع ضغطك أو«ترى» منظرا فتصيبك صدمة Shock ربما تفقدك حياتك، أو تشخيصا او تحليلا خاطئا فيصيبك وسواس يفقدك نصف وزنك.. كل أولئك لا دخل للجراثيم بها، لكنها تهدم بيت الصحة والعافية، لذلك فـ«الكلمة الطيبة» والسلوك السليم، جزء مهم من العلاج والنقاهة، أليس«كلام» الله فيه شفاء وتقويه للعزم (وننزل من القرآن ما هو شفاء) ألم نسمع برفع الروح المعنوية للجيش، والروح الرياضية للشباب ليس بالفيتامينات والمنشطات، بل بوسيلة واحدة هي «الكلمة» يخرج من بطنها الحكمة والموعظة الحسنة، والشعر الحماسي والأناشيد والأغاني، كل ما سبق مصدره اللسان، ومستقره الآذان، كذلك العلاج فقد تقوم الدولة بجهد عظيم بقيادة وزير عليم، وجهاز طبي وتمريضي قدير، تعالج مرضى وتنجح بذلك اكلنيكيا ويقضون على المرض ولكن للأسف وراءهم قلة قليلة جدا من طابور خامس (من تعيينات ديوان الخدمة المدنية) من موظفين اداريين يهدمون ما بناه الأطباء من صرح الصحة والعافية، وانتصارهم على المرض، هؤلاء القلة يقلبون النصر الى هزيمة فيعيدون المرض من باب «الروح الانهزامية» فبكلامهم الدبش غير المهذب، وسلوكهم غير الصحي، أصابوا قوما بجهالة، فأصابوا المريض باليأس والقنوط، وأهله بالخوف والهلع، هذا ما حصل يا معالي الوزير من موظفة ادارية بالمستشفى الأميري، خالفت الأعراف المتبعة في المستشفيات وتجاوزت حدود عملها، لمريضة شابة، وفوق ذلك «معاقة» كان يجب ان تحظى بعناية اكبر من الدولة، ومودة وعطف أكثر من موظفة في مستشفى، لن ادخل بتفاصيل لا تهم القارئ، وللمستشفيات حرمتها، خلاصة القول ان كان في القربة ثقب فلا فائدة من النفخ فيها، فلا بد أن تداوي المستشفيات نفسها وتتطهر قبل ان تداوي البشر.
ان التهافت للعلاج بالخارج ليس لقصور في أطباء الكويت ولا في الأدوية ولكن قصور في العناية بالمريض أثناء العلاج وفيما بعد وللحق أقول: كل الشكر والامتنان للاخ د.علي العلندا مدير المستشفى، ومكتب سكرتاريته ومنهم الأخت سارة العنزي.
[email protected]