(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ما أجمل وأعظم رسولنا الكريم، فمنذ رسول الوحي عليه صلوات الله وحملات الإساءة عليه لا تنتهي، وكلما زادت الهجمات عليه زاده الله صلابة في موقفه ونجاحا في دعوته وازداد عدد تابعيه، ولعل أول فيلم غير مصوّر أساء للرسول الكريم وطعن في عرضه وشرفه، وكان ذلك من أشد الإساءات خسة وخبثا، هو حديث الافك الذي أساء لأم المؤمنين سيدتنا عائشة رضوان الله عليها ولكن الله سبحانه وتعالى خاطب رسوله ودحض تلك الافتراءات في آيات قرآنه الكريم.
فالابتلاء والمحن واجهها الرسل والأنبياء طوال مسيرتهم الدعوية فتحملوا من اجلها الصعاب والمشاق وكان آخرهم خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
إذن مسألة الإساءة متوقعة في كل زمان ومكان في حياته ومماته منذ هبوط الوحي مرورا برواية «آيات شيطانية» ورواية «مش عارف مين» للكاتبة البنغالية تسنيم، وكذلك الرسومات الدنماركية وغيرها الكثير من أعمال الملاحدة والمتخلفين، وفي هذه الأيام تم تداول فيلم أميركي من انتاج خاص لأفراد مصريين أقباط يقال انهم ممولون من تجار يهود قاموا بصناعة فيلم سينمائي يسيء لحياة الرسول الكريم ولمقام النبوة ويتطاول على معتقدات المسلمين.
لاشك ان الأمر مفجع ومؤلم على نفس كل مسلم وأحداثه تفقدنا صوابنا الى الحد الذي يدفعنا لارتكاب مجازر بحق كل من له صلة بهذه الإساءة المشينة بل الحقيرة لأننا مؤمنون بأنه لا يؤمن المرء حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه ولكن هذا الغضب يجب ألا يحجب عنا معرفة من هو المتسبب الحقيقي بإيذاء رسولنا الكريم فنعاقب البريء ويفلت من عقابنا المجرم المسيء.
فالمعلومات الواردة تؤكد ان الفيلم من انتاج مصريين أقباط يقيمون في المهجر ولم يكن هذا الفيلم هو الأول لهم الذي يحمل إساءة للرسول الكريم فقد تم انتاج فيلم مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في عام 2010 قام بتمويله الأب بوتا والقس مرقص عزيز لعنة الله عليه والذي قام بتأليف كتاب مسيء جدا للرسول صلى الله عليه وسلم، والأمر اللافت للنظر أن الفيلم تم نشره وتسليط الضوء عليه بالتزامن مع احتفالات الأميركان بذكرى أحداث 11 سبتمبر والتي نفذها مسلمون مما يعني ان نشر الفيلم في هذا التوقيت القصد منه استفزاز المسلمين من جهة حتى يرتكبوا اخطاء فادحة بحق الأميركان، ومن جهة أخرى يذكر الأميركان بتصرفات المسلمين الوحشية للاساءة للمسلمين امام الرأي العام العالمي والأميركي، فمن خطط لهذه المؤامرة راهن على ردة فعل المسلمين على الفيلم وقد كان له ما حصل، فقد تم اقتحام بعض السفارات الأميركية وقتل السفير الأميركي في ليبيا ومازال المتآمرون ينتظرون ردة فعل الأميركان على بلاد المسلمين ويأملون ان تكون عنيفة سواء على المسلمين المقيمين في أميركا او خارجها وتعريض المصالح الإسلامية للخطر.
ما أريد قوله ان الإسلام يتعرض لمؤامرة يهودية أدواتها المسلمون أنفسهم وغيرهم من الأديان الأخرى وغيرهم ممن أضاع الجادة وضل الطريق، فقليل من الحكمة كاف لإفساد هذا المخطط الخبيث، ونصر الله الإسلام والمسلمين في كل مكان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وتابعيه الى يوم الدين.
[email protected]