استنشق عزيزي القارئ الأوكسجين وقل لي هل نحن بالفعل جاهزون؟
لم يكن الأثر السلبي الذي خلفته جائحة كورونا على العالم بالأمر السهل الذي يمكن أن يمر وتتلاشى تبعاته مثل الكوارث التي واجهها العالم من قبل.. كورونا ليست كسابقاتها هذا أكيد والعالم من بعدها أيضا ليس كسابق عهده.
لكن ما يخصنا نحن في مجتمعنا الكويتي هو أن ننظر بتأمل، ونتساءل: ماذا فعلت بنا كورونا؟ وهل هناك فرصة للتعويض أم لا؟ هل نحن جاهزون بالفعل للتعامل مع مرحلة ما بعد كورونا بعد طرح اللقاح وندخل في حيز جديد من الاطمئنان الى حد ما؟
هذه الأسئلة ليست لمجرد الطرح فقط بل نسألها لنحدد الإجابة معا، إن كورونا جاءت بتأثيراتها على عناصر الحياة بكل حالاتها: حالة اجتماعية، حالة اقتصادية، حالة صحية ونفسية، إلى آخره من المجالات التي تأثرت بهذه الجائحة.
لقد تأثر الكثيرون منا اقتصاديا، فهل نحن جاهزون لتعديل الوضع وإعادته لما كان عليه؟ هل مستعدون للعمل بطاقة أضعاف ما كنا نعمل من أجل التعويض؟ هل مستعدون للابتكار والإبداع في أعمالنا عندما تستقيم الحياة مرة ثانية؟ هل لدينا الروح لاتخاذ هذا السلوك منهجا حتى نعود بأشغالنا لوضعها الطبيعي ونعوّض خسائرنا؟
تأثر الكثيرون منّا نفسيا، خاصة الذين أصيب بعض أقاربهم بكورونا أو أحد أصدقائهم، أو منهم من هم شغوفون بتتبع انتشار هذا الوباء في العالم وأصيبوا بالذعر مما تثيره وسائل التواصل الاجتماعي أو تتناقله الأخبار فتقوقعوا على انفسهم خشية الإصابة ولكن بشكل مرض، فهل نحن جاهزون للتعامل مع هذه الحالات بما تقتضيه من حرص وهدوء وإدراك لاحتياجات هؤلاء النفسية؟
أما اجتماعياً فبالتأكيد تأثر المجتمع بقوة وصارت العلاقات «أون لاين» ليس أكثر، هل نحن جاهزون لإعادة الود الحقيقي بيننا بعد أن باعدتنا تلك الجائحة الخطيرة عن الأصدقاء والأقارب والأهل وأصحاب الحقوق علينا، كل هؤلاء من حولنا لهم حق العودة إلى الحياة الطبيعية وتوديع الحياة الجافة التي فرضتها علينا كورونا.
نحن بحاجة إلى أن نستوعب هذه الدروس المستفادة ونكون جاهزين لتطبيق ما استفدناه من درس كورونا بشكل عملي، أن تكون لدينا النية لمزيد من التنظيم والتطوير والتأني، إنها رسائل أرسلت لنا حتى نرى من خلالها ماذا نريد بالضبط.
باختصار شديد لن تعود الحياة لسابق عهدها بعد اللقاح إلا بالعزيمة وتوديع الإحباط ووضع الخطط السليمة القابلة للتنفيذ، لأن كل هذه العناصر هي التي تحقق الجاهزية. فهل نحن جاهزون؟
سأطل عليكم أعزائي كل أسبوع فلا تبخلوا علي بالنصيحة أو التعليق.. تسلمون قرائي الأعزاء.