لقد بتنا نرى مناظر مؤذية للقلب قبل أن تكون مؤذية للعين، حين نرى طالبا صغيرا أو طالبة يرتدون الزي المدرسي وفجأة يشعلون في فمهم سيجارة يتلذذون بطعمها لا بل ويتباهون بها دون خجل!
لكنني أصدقكم القول إنني لا ألوم هؤلاء الأطفال لأن أغلب من يمارس هذه التصرفات يكون بعيدا عن أعين أهله أو مدرسته وأنه طفل يعيش في تناقض داخل أسرته، لأن بعض أولياء الأمور يتوجهون لأولادهم بالتحذير القاسي من سلوك معين، ليرى الطفل بعد ذلك أن أبويه أول من يتبنى هذا السلوك.
الأب «يا ويلك أن شفتك تدخن راح أذبحك».
في الوقت الذي تكون سيجارته في فمه! فمن المسؤول؟
وكيف نقف كسد منيع بين أبنائنا وبين السيجارة قبل أن تصبح رفيقة دربهم؟
هذه أسئلة لكم أيها الآباء الأعزاء لأنكم انتم أصحاب المسؤولية بالدرجة الأولى في ظاهرة تدخين أبنائكم، وذلك بسبب انشغالكم عن البيت وعنهم لفترات طويلة.. واذا قلتم نحن لا ندخن واولادنا يدخنون بسبب أصدقاء السوء، فسأقول أيضا انتم السبب لأن هذا الولد او هذه البنت يعانون قلة الاهتمام والفراغ العاطفي لذلك يحاولون جذب الانتباه لهم بهذه التصرفات.
ان الطفل في مرحلته الصغيرة أو المراهقة تصبح لديه متناقضات في داخله فهو في مرحلة تفصل بين الطفولة والشباب، لذلك أول سلوك يلجأون له هو التدخين لكي يثبتوا لأنفسهم ومن معهم أنهم كبروا ونضجوا.
وانا انصح نفسي وإياكم لكي نحاول غرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس ابنائنا لنغرس الحب والانتماء للأسرة والرجوع إليها في أي مشكلة، لنراقب أبناءنا دون إيذاء مشاعرهم، تعالوا نتعرف على أصدقائهم ونتابع سلوكياتهم في المدرسة باستمرار، هيا نتحاور معهم لنعرف أدق تفاصيل همومهم وحياتهم، لنتحلى بالصبر على ما هو سلبي في سلوكياتهم الى أن يتغير بالتشجيع والحب.
اقبلوا أبناءكم كما هم حتى لا يكونوا كالقنبلة الموقوتة تنفجر بكم في أي لحظة!
وأخيرا أقول:
أيتها الأسرة..
أيتها المدرسة..
يا وسائل الإعلام كلها..
قوموا بدور فعال لإنقاذ أولادنا من مخاطر التدخين، لأنكم حينما تساهلتم وقع في هذه الآفة عدد لا يستهان به من أبنائنا الأعزاء.