لكل منا موقفه الذهني منذ الطفولة من سيارة الشرطة، ذات الألوان الباهرة لألباب الأطفال لاسيما الأولاد منهم، يخوف البعض أطفالهم بها، والبعض الآخر يعرفونهم بها، يجعلونهم يصافحون الشرطي، يبتسمون له، ويسعدون برؤيته، بالنسبة لي كانت عبارة «عمي الشرطي» هي ما أتذكره حينما ينطقها الطفل بلغته الخاصة «عمي الثرطي أبي أسلم عليه». من هنا كانت هذه المقالة جزءا يسيرا من ثقافة التقدير. كأن نعلم أطفالنا تقدير عمل الآخر، في البرد شتاء، في الحر صيفا، في الأعياد حيث أهله يفتقدونه، في الملمات حيث أحبابه يخشون عليه.
لكل مهنة صعوباتها، لا شك إن كان فيها احتكاك بالبشر، وتواصل معهم، بنفسياتهم، باختلافهم، بمشاكلهم، بضغوطاتهم وبذلك فلن يكون للكل شأن واحد وقدرة واحدة، ولو جئت أتحدث عن رجل الشرطة الأول، عن الذي عشق عمله، عن الذي أحبته قلوب الصغار، عن الذي جسد لنا إمكانية التبسم في أوج التعب، عن الذي مارس عمله بإخلاص لافت، لو أردت التحدث عن ذلك كله لكان رجل الشرطة الفاضل منصور بلال. ذلك الذي رأينا كل الكويت تبتهج لرؤيته، تقف على طرف الطريق من أجل السلام عليه، تحديدا في شارع دمشق، في ساعة الظهر، وقت العودة من المدارس والعمل.
إن المجتمع إذا أراد أن ينهض فهو يتخذ من الإخلاص أساسا له، من حب العمل زادا له، أكثر الله من أمثالك يا رجل الشرطة الأول.
[email protected]
twitter @shaika_a