نعمة أن تشعر وتبدأ حينها في الحديث أو الكتابة عن ذاك الشعور.. تستغرق تفاصيله وتوصله لمن تريد.. نعمة أن يكون بإمكانك المواصلة والبقاء قيد جملتك، فكرتك، وشغفك.. نعمة لن تشعر بها أثناء احتدام ضغوطاتك وثراء تجاربك، لن تشعر بقوتها إلا حينما تفقدها، وتكون حياتك كماء آسن راكد، لا حراك فيه ولا حياة.
هكذا كنا واليوم نعود حيث السقاية الاسبوعية، حيث الكتابة، بعد الانقطاع العميق، الطويل والمجهد.. حياة الكاتب بلا كتابة كمعاناة تمتد، هي بؤس من غياب الكلمة والحماس والفكرة والوجود، إذ ان وجود الكاتب رهن وجود حرفه وفكرته. لقد آن الأوان لرصف الطريق من جديد، ومقاومة الركود.
قد ننجرف وراء الركود بحجة «الاستقرار»، وقد ننزلق نحو الجمود الفكري بحجة «الاكتفاء المعرفي»، قد نسمي الأشياء بغير مسمياتها، فقط لأننا نريد أن نبرر ضعفنا نحو المقاومة، وقلة حيلتنا نحو المحاولة، متجاهلين أوضاعنا الداخلية، واستقرارنا الحقيقي والشغف المفقود والحياة الرتيبة.
لكل كاتب توقف عن الكتابة وعاد إليها مشتاقا محبا.. لكل كاتب هرم فكره واستسلم للعدم.. لكل كاتب كانت له بداية مجد ولم يكمل أقول: إن الكتابة كالعلاج تماما، تجعل من جسمك أقوى وأشجع، ذلك لأنها تعلمك الاختيار، اختيار الكلمة والفكرة، وتدنيك من شجاعة الإقدام، إقدامك على الصناعة الحرة، صناعتك لحياتك تبدأ من حرفك المستقل وتنتهي بتفردك عن ثقافة «القطيع»، ثقافة «مع الخيل يا شقرا».
لا يكفي أن نتحدث عن صعوبات الكتابة وفقد الكلمة.. هما شيئان موجودان قبل ولوجك الكتابة وبعدها، هكذا قاوم السابقون، أولئك الذين نقرأ لهم، نتشبث بفكرهم، ونقتبس من أثرهم.. كتابتك هي ثقافتك.. هي محرابك.. هي قدسية اختيارك لحياتك كيف تكون.
[email protected]
Twitter shaika_a