قبل ثلاثين سنة وأكثر كان للبيت الكويتي أعراف وقوانين وعادات وتقاليد من الصعب الخروج عنها ويلزم على كل فرد من أفراد الأسرة الالتزام بها دون معارضة والخروج عن ملتها، فكانت تلك الأعراف هي سر علو شأن الأسرة في تنشئتها لأفرادها، وقوة بنائها الاجتماعي آنذاك، أما الوضع الحالي! فقد اندثرت تلك الأعراف واستبدلت بالفوضوية:
٭ ففي السابق كان رب الأسرة عندما يرجع منزله في المساء وفي وقت باكر محدد معروف لأفراد أسرته، لا يتجرأ أحد من أبنائه أن يدخل بعده وإن كانوا متزوجين يقطنون في نفس المنزل، أما الآن فالأب يرجع إلى منزله باكرا أو متأخرا لا يأبه أحد من أفراد أسرته برجوعه إلى المنزل فهيبته انطفأت مع اندثار النظام في حياته.
٭ في السابق كنا نرتدي الملابس الفضفاضة المحتشمة داخل المنزل، وذلك احتراما لنظر محارمنا، تتعلم الفتيات ذلك من الأم وتتدارس تصرفاتها وحشمتها داخل منزلها، فكانت الفتاة توبخ عندما ترتدي اللباس الضيق غير المحتشم أو على الجلسة غير اللائقة أو الأسلوب المائع، أما الآن فالمحارم والأم تشجعها على اللباس غير المحتشم وعلى وضع المساحيق وعلى الدلع والميوعة دون وعي أو أدنى تربية، تنشأ فتيات مسلمات محتشمات في اللباس وعلى علو الأخلاق وقوامة الفكر وذات عقيدة ودين و«سنع»، إلى جانب تهيئتها وتنشئتها على إدارة منزل في المستقبل.
٭ في السابق كانت الأم قاطنة في البيت لا تخرج إلا للضرورة، أما الآن فالأم لا تمكث في البيت دائمة الخروج، تشجع أبناءها على الخروج مع الأصحاب حتى وصل الأمر الى فقد سيطرتها عليهم، والأم كثيرة الخروج تفتقر أسرتها للنظام والكثير من القيم، وهناك من البيوت من تتقلد فيه الفتاة أسلوب الذكورة والعكس للشباب من يتقلد الأسلوب الأنثوي، فمن صنع بهم هذا..؟ (إهمال الوالدين).
٭ في السابق كنا نسمع كلمة «حرام - عيب» كثيرا في تنشئتنا، أما اليوم فلا نسمعها إلا القليل وبفكر ملتوٍ حد الالتواء.
٭ في السابق كنا نجتمع على وجبة الفطور والغداء والعشاء، كنا نصل الأرحام مجتمعة الأسرة مع أفرادها دون نقصان، وذلك من أجل تعلم وتعود الأبناء على صلة أرحامهم، كانت الأسرة تخرج للتنزه متكاملة بأفرادها، أما الآن فالنظام فوضوي وخارج عن السيطرة.
٭ في السابق كان رب المنزل يصطحب أبناءه للمسجد لكل فرض، والابن عندما يكبر ملزوم بملازمة ابيه ليتعلم المفاهيم الرجولية ويكتسب الخبرات منه، أما الآن فالأب لا يربي بقدر ما يعتني فالعناية والرعاية من بعيد لا تعني تربية، فالصبي اليوم يكتسب القيم والأخلاقيات والخبرات والمفاهيم من الشارع، دون ضوابط ولا قوانين في البيت تنظم خروجه ودخوله للمنزل.
٭ في السابق كانت الأم تصلي أمام بناتها، وتشجعهن على ذلك، وكانت تشجعهن على تعلم الخياطة والحياكة والطبخ، أما الآن فالبعض من الأمهات لا تصلي مهملة أو مقصرة في صلاتها، أو أنها متدينة على نفسها ولكنها مهملة في تنشئتها لأبنائها وبناتها بالأسلوب الديني الذي فرضه الله علينا.
الحياة هي الحياة بجمالها لا تتغير ولكن الإنسان من يفسد صفوها بأفكاره واتجاهاته الخاطئة، حيث تكاثر الفتن والانفتاح الكبير على العالم الخارجي والإعلام الفاسد الذي شغل حياتنا كلها، سبب في فساد ذلك ولكن يبقى السؤال: أين جهادنا في سبيل الله داخل بيوتنا؟ أين عقيدتنا التي هي نبراس معاشنا وحياتنا، أين فكرنا العربي الخليجي الإسلامي الذي يتمثل بأحلى وأجمل العادات والتقاليد والقيم، تركناها للغرب في حين أخذنا منهم أسوأ الأفكار، وتركنا عقيدتنا وبررنا ذلك بتبريرات ملتوية خانقة، وفي الختام أنوه الى أنه لم يفت الأوان فهناك دائما فرصة للإصلاح إن أردنا الإصلاح.
family_sciences@