لا شك أن القرآن الكريم قد اختصر لنا العملية التربوية تجاه أبنائنا، كما بين أسس العلاقات الإنسانية فيما بيننا، دون عناء في دراسات تربوية لن تصل في هدفها مثلما نزلت في كتاب الله الكريم، ولكن كل ما علينا هو التدبر، ومن عرض تلك المفاهيم التربوية لأبنائنا وصايا لقمان الحكيم لابنه وأسرارها، فقد وصى لقمان ابنه وصايا من ورائها مبادئ تغرس في النفس من أجل إنسانية راقية، وتلك الوصايا بمناهجها هي:
- الوصية الأولى: «التربية الإيمانية» (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) (لقمان:13).
- الوصية الثانية: «إحياء النفس اللوامة» (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) (لقمان:16).
- الوصية الثالثة: «الإحسان» (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) (لقمان:14-15).
- الوصية الرابعة: «مجاهدة النفس» (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) (لقمان:17).
- الوصية الخامسة: «مهارات اجتماعية» (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور) (لقمان:18).
- الوصية السادسة: «مهارات سلوكية» (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) (لقمان:19).
لقد اختصر لقمان الحكيم لابنه أهم القيم التي يجب أن تغرس في نفسه من أجل إنسانية راقية تليق بعبادة ربها عز وجل، فقد وصاه بالإيمان بالله عز وجل وعدم الشرك به أو التطير - كما هيبه من مراقبة الله عز وجل له وهذا من شأنه ان يحيي النفس اللوامة في الفرد - ووصى لقمان ابنه بالإحسان الذي هو أعلى مراتب الإيمان والإحسان قيمة عظيمة تبني أقوى العلاقات وهي حاجة نفسية اجتماعية بنسبة 85%، وأن الأقربين هم بالمرتبة الأولى وإن تضررنا منهم، فالإحسان والمعروف والرفق واللين والصبر علاج للعلاقة الإنسانية - كما حثه على مجاهدة النفس في الالتزام بالطاعات والنظام والصبر على الابتلاءات بالحكمة - كما علمه قيما جليلة كمهارات اجتماعية في التعامل اختصرها في أمرين: التواضع والاحترام - ومهارات سلوكية في التوازن والهدوء النفسي الذي يظهر على الفرد من خلال القصد في المشي وغض الصوت.
إن القيم رصيد الأخلاق، أي كلما زاد رصيدك بالقيم زاد رصيد أخلاقك، ولو كانت الأسرة اليوم تتخذ تلك القيم ثقافة أدبية نفسية اجتماعية لها، لكنا من أفضل المجتمعات في جميع الجوانب على الإطلاق.
@family_sciences