للسكن أربع مقومات: الاستقرار، الراحة والسكينة، السعادة، الأمن والأمان، وقد جاء ذكر السكن في القرآن الكريم في أربعة مواضع كما يلي:
٭ أولا: قال تعالى: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ـ النحل: 80)، فالبيت مقر الاستقرار النفسي الذي يؤمن للفرد الكرامة والخصوصية والمأوى، وهذا الشعور ينتاب كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، فالكويت تؤمن الاستقرار للمواطن وتكفل حقوقهم واحترام خصوصيتهم وخلفياتهم الثقافية والدينية.
٭ ثانيا: قال تعالى: (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ـ يونس: 67)، والليل سكينة وراحة من صخب الحياه وضوضاء النهار، والكويت تؤمن للفرد الراحة والسكينة من خلال التسهيلات الحياتية المختلفة مراعاة لظروف الجميع.
٭ ثالثا: قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ـ الروم: 21)، فالزوجة الصالحة سكن، أي سعادة، وذلك لاحتوائها متطلبات أفراد أسرتها (زوجها وأبنائها) من مأكل ومشرب وملبس ونظافة المكان وترتيبه واحتواء المشاكل، كما أنها تلعب دور المطبب والمداوي والولود الودود والناشئة والمدبرة، وجميع ما سبق من صفات الكويت، فهي تكفل أفرادها من المهد إلى اللحد لتؤمن لهم الرفاهية المعيشية وسد احتياجاتهم العامة والخاصة، وخيرها يمتد للقريب والبعيد، واحتواؤها يخلق السعادة للجميع.
٭ رابعا: قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ـ التوبة: 103)، ويعني السكن في هذه الآية الأمن والأمان، لقوله سبحانه: (إن صلاتك سكن لهم) أي: يا محمد دعاؤك واستغفارك طمأنينة لهم بأن الله قد عفا عنهم وقبل توبتهم، والطمأنينة من الأمن والأمان، فالكويت بلد الأمن والأمان.
فالسكن مأوى وراحة وسعادة وأمان، فلربما قصور تزخر بجمالها وبالإبداع المعماري لكنها موحشة ولا تصلح للسكن لافتقارها لمقومات السكن الصالح، وربما بيت صغير متواضع في حجمه ومقتنياته لكنه سكن لأفراده حيث الرفاهية النفسية والسعادة والاحتواء والراحة والطمأنينة، وكأن أفراده ملكوا العالم بأسره، وهذا ما يحتاج إليه كل إنسان حتى يستقر نفسيا، ومن الطبيعي أن الفرد في أسرته مأمون مكفول، وهذا حال الكويت كالسكن الذي يحتوي أفراده، فالكويت حكومة وشعبا في ظل قائدها وأميرها كالأسرة التي تحتوي القريب والبعيد، وهذا شعور يظهر عند خروج الفرد خارج الكويت فإنه سرعان ما ينطق لسانه بجملة «عمار يا كويت»، كما أن الأحداث اليوم تشهد ذلك على مستوى العالم وليسجل التاريخ بأن الكويت من أفضل الدول التي تحتوي أفرادها ومقيميها في السراء والضراء، يقول الله عز وجل (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ـ إبراهيم: 7)، فالحمد لله رب العالمين أقصى مبلغ الحمد والشكر لله من قبل ومن بعد والحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا لجلال وجهه الكريم وعظيم سلطانه، اللهم احفظ الكويت بأميرها وحكومتها وشعبها ومقيميها من كل مكروه.
family_sciences@