يواجه الطلبة المقبولون في خطة البعثات لوزارة التعليم العالي لدراسة البكالوريوس أو بعثات جامعة الكويت أو التطبيقي لدراسة الماجستير والدكتوراه العديد من الأسئلة حول طبيعة الدراسة والمعيشة في الخارج، الأمر الذي دفعني لكتابة هذا المقال لعلني أوضح بعض الأمور التي تدور في ذهن الطلبة.
كيف أختار المدينة والجامعة؟ هناك العديد من المعايير المختلفة لاختيار المدينة والجامعة المناسبة لكل طالب وطالبة، فهناك المدينة الغالية والرخيصة، هناك الباردة والحارة، هناك الآمنة، لكن غالبا ما تكون صغيرة ومملة نسبيا وهناك المدينة السياحية لكن غالبا ما تكون خطرة نسبيا. هناك مدن تحتوي على عدد كبير من الطلبة الكويتيين بينما تخلو مدن من أي تواجد كويتي. أما معايير اختيار الجامعة فهي مستوى الدراسة حيث هناك الجامعات العشر الأوائل في كل تخصص وهناك جامعات أقل مستوى. ولمعرفة ترتيب الجامعة الأكاديمي يمكن للطالب زيارة موقع (usnews.com) كما أن حجم الجامعة يؤثر في قرار البعض حيث هناك الجامعات التي تحتوي على أكثر من 50 ألف طالب وأغلبها حكومية بينما تحتوي بعض الجامعات على أقل من 5 آلاف طالب وأغلبها خاصة. ولكل ميزة فالحكومية كبيرة وقادرة على توفير كل ما يلزم الطالب بينما الخاصة صغيرة وتوفر اهتمام أكثر بطلبتها. فعلى المقبولين في البعثات أن يراعوا مثل هذه المعايير حين اختيار الجامعة والمدينة المناسبة لهم، ومتى كان الاختيار مبنيا على أسس علمية صحيحة، كانت فرصة النجاح في الجامعة وفرصة التأقلم في المدينة أعلى بكثير.
هل أغير تخصصي؟ من عيوب البعثات الخارجية أنها تحدد التخصص للطالب بناء على قائمة الرغبات التي يتم تقديمها لجهة الابتعاث. وقد يقبل الطالب في أول رغبة اختارها أو في آخر رغبة اختارها. وحتى لو قبل الطالب في أول رغبة ففي أغلب الأحيان يكون اختيار الطالب لرغبات التخصص مبنيا على أسس غير صحيحة. وللتغلب على هذه المعضلة تسمح وزارة التعليم العالي في الكويت للطالب بتغيير تخصصه بعد اجتياز عدد محدد من المواد الدراسية ضمن شروط وضوابط معينة، وهنا يكمن السؤال: هل أغير تخصصي؟ من الخطأ أن يجيب الطالب على هذا السؤال من دون أن يلتحق بجامعته. فكل تخصص لديه مواد مشتركة مع تخصصات أخرى وعلى الطالب أن يجتاز هذه المواد المشتركة، وبعد اجتياز هذه المواد سيكون الطالب ملما بالتخصصات الأخرى، وستكون الإجابة عن سؤال تغيير التخصص سهلة. فإذا ارتأى الطالب أن تخصصه لا يناسبه فسيستطيع اختيار التخصص المناسب بناء على المواد المشتركة والمستوى الأكاديمي الذي قدمه الطالب في هذه المواد.
هل الغربة صعبة؟ لا ينكر أي طالب مغترب صعوبة الغربة وخصوصا في الأشهر الأولى من السفر. ولكن تأكد عزيزي الطالب وعزيزتي الطالبة من أن هذا الشعور سيخف تدريجيا مع الوقت حتى يصل بك المطاف بأن تشعر بأنك من أهل البلد بل إن بعض الطلبة المغتربين وخصوصا من قضى فترة طويلة في الخارج يشعر بأنه مغترب حين يكون في الكويت. لذا توكل على الله عز وجل ولا تجعل مشقة المعيشة في الخارج التي لا تدوم فترة طويلة عائقا أمام الدراسة في أقوى الجامعات الأجنبية والحصول على شهادة تؤهلك للتوظف في أكبر الشركات العالمية. ونصيحة أوجهها للطلبة والطالبات الجدد بألا يبخلوا على عائلاتهم وخصوصا أمهاتهم بالتواصل المستمر. فالتكنولوجيا الحديثة تتيح للطلبة التحادث الصوتي وحتى المرئي. فاحرصوا على أن تطمئنوا والديكم باستمرار فلم أكن أعلم بمقدار خوف الأب والأم على أبنائهم إلا بعد أن أصبحت أبا.
[email protected]