سلطان الخلف
كلنا يعرف قصة أبرهة الحبشي الذي احبط الله تعالى حملته عندما سيّرها من اجل هدم الكعبة المشرفة كي يصرف العرب قبيل الاسلام عن الحج اليها ويتحولوا الى كنيسته التي شيدها لهذا الغرض.
هذه الحادثة من حوادث كثيرة يحكيها التاريخ القديم الذي عرف عن الانسان فيه عدم احترامه عقائد مخالفيه وتعديه على رموزهم عندما يظفر بهم.
لكن ان يبادر مرشح الرئاسة الأميركية توم تانكريدو بالتهديد بقصف الأماكن المقدسة الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بهدف ردع القاعدة فإن ذلك امر مستهجن في القرن الواحد والعشرين قرن احترام حقوق الانسان بما فيها حرية الممارسة الدينية وما يتعلق بها من رموز وشعائر، ومستهجن كذلك من شخصية كهذه تتهيأ لقيادة دولة عظمى تتبنى قضايا حقوق الانسان على المستوى العالمي دون أي اعتبار لمشاعر مليار مسلم وليست القاعدة فحسب، المسلمون في حيرة من محاولات الاسرائيليين هدم المسجد الأقصى المحطة الثانية في مسرى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لإخفاء آثار جريمة احتلالهم فلسطين، وما يزيد من حيرتهم مشروع تانكريدو لتدمير مكة والمدينة.
على ان هذه التصريحات لا يمكن ان تصدر من شخص سوي وهو أمر متوقع لأن الخارجية الأميركية وصفت تهديده بأنه (غير مسؤول) و(جنوني) ولكن مع الأسف هو نائب جمهوري ويحظى بشعبية لدى ناخبيه مما يعقد محاولات أميركا استعادة سمعتها التي تراجعت خلال السنوات الماضية.