لا تكاد تخلو أي نشرة إخبارية عن ذكر الدولة الإسلامية (داعش) وبشكل يومي حتى أصبح أمرا غريبا ألا يمر على سمعك ذكرها بصفتها الإسلامية، وكذلك الإشارة إلى ذكر الجهاديين الأمر الذي يوحي بأن هذا الإسهاب في تكرار ترديدهما يهدف بشكل متعمد إلى تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين وعن مفهوم الجهاد فيه. وقد رأينا نتائج هذا التعمد المقصود في ظهور موجة الكراهية والاعتداءات المتكررة ضد المسلمين الأبرياء في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وأستراليا حيث نجحت وسائل الإعلام هناك في غرس صورة مشوهة عن الإسلام في وعي المواطن الغربي واعتباره دينا يحرض على القتل والإرهاب. وهذا ليس من قبيل الصدفة أو مواكبة مجريات الأوضاع لأن الإسلام مستهدف بعد سقوط الشيوعية وسوف تستمر الحملة الإعلامية في تشويه صورته باستخدام فزاعة الدولة الإسلامية في سورية والعراق (ISIS) أو داعش وكذلك محاولة إحراج التيارات الدينية المعتدلة في البلاد العربية وإقصائها عن المشاركة في النشاط السياسي تحت شعار لا صوت يعلو صوت معركة محاربة الإرهاب الإسلامي حيث لا فرق بين مسلم معتدل أو مسلم متطرف ليصبح ذلك الشعار من أولويات سياسة دول القمع العربي في مواجهة الربيع العربي فيها.
ومع نجاح الإعلام الغربي في تقديم صورة مشوهة عن الإسلام، إلا أنه جاء بنتائج عكسية على الأوضاع السياسية في أوروبا وفي الولايات المتحدة، حيث أيقظت دعاية الإسلاموفوبيا الأحزاب اليمينية المتطرفة من سباتها وبثت فيها روح المبادرة وتحدي الأحزاب العريقة ودفعت الكثير من مواطني تلك الدول إلى تأييد تلك الأحزاب المتطرفة التي اتخذت من شعار مواجهة الإسلاموفوبيا ومنع دخول المهاجرين المسلمين شعارات انتخابية لها، وصارت تنافس أقوى الأحزاب بما فيها الأحزاب الحاكمة التي أصبحت تخشى نجاح هذه الأحزاب اليمينية في كسب المزيد من المؤيدين لها والوصول إلى السلطة، ومن ثم المطالبة بمغادرة الاتحاد الأوروبي والعودة بالدول الأوروبية إلى سابق عهدها كدول أحادية تعني بهويتها القومية ومصالحها الوطنية وبالتخلص من كل تبعات العولمة والبيروقراطية الاتحادية والالتزامات الدولية التي لا تعود بالفائدة على مصالح شعوبها. وبمعنى آخر فقد انقلب السحر على الساحر، ولم يدركوا أن هذه الدعاية المغرضة ضد الإسلام أفرزت عبئا سياسيا ثقيلا عليهم بظهور الفكر الشعبوي اليميني الذي يقود الشارع الغربي اليوم، حيث صار أمرا واقعا يصعب التصدي له من قبل الأحزاب المعتدلة بعد أن كسب المزيد من المؤيدين بأطروحاته الوطنية ومزايداته ضد الإسلام والمسلمين اللاجئين وقد ظهرت تباشيره في تربع ترامب على كرسي الرئاسة الأميركية وتنامي شعبية مارين لوبان في فرنسا وفيلدرز في هولندا وهيدر في النمسا وغيرهم في البلدان الغربية الأخرى.
***
فيتو روسيا ضد إدانة مجلس الأمن النظام الطائفي في سورية بارتكاب جرائم حرب باستخدامه أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري يؤكد أنه نظام دموي قمعي فقد مشروعيته ولا يمكن إعادة تأهيله ولا معنى لمطالبة العراق بعودته إلى الجامعة العربية بعد هذه الإدانة الفاضحة إلا إذا كان العراق يؤيد حربه الكيماوية ضد الشعب السوري.
***
إحباط محاولة الاعتداء على الملك سلمان بن عبدالعزيز في إندونيسيا وإلقاء القبض على مخططي العملية من الحوثيين دليل على أن هذه الفئة من الحوثيين لا تختلف عن حركة الحشاشين التي ابتلي بها العالم الإسلامي منذ قرون حيث كانت تستهدف قيادات الممالك الإسلامية وكاد أن يذهب ضحيتها صلاح الدين الأيوبي في قلعة (ألموت).
***
عداء الغرب لتركيا يزداد بعد نجاح الشعب التركي في إحباط محاولة انقلاب عبدالله غولن ويبدو واضحا من خلال تعاطف الغرب مع حزب العمال الكردستاني الشيوعي الانفصالي، وشن حملة إعلامية لتشويه صورة الحكومة التركية الديموقراطية وهو ما يؤكد حقيقة محاولات الغرب إعاقة مسيرة تركيا الديموقراطية كنموذج ديموقراطي شرق أوسطي ناجح.