فضح الاعتداء الصهيوني الأخير على سفن الحرية المتجهة إلى غزة الضعف والمهانة اللذين أصابا المجتمع الدولي الذي وقف كعادته متفرجا ومستنكرا ومستهجنا لما قامت به الآلة العسكرية الإسرائيلية من عربدة وتدمير وقتل في مواجهات غير متكافئة تدل على الجبروت والغرور المتعاظمين من دون الاعتراف بالمواثيق ولا القوانين الدولية التي تتمترس خلفها دائما الدولة الصهيونية ولا تلتزم بها وذلك من شيمهم الأزلية، واحدى صفات الشخصية اليهودية الجبانة التي تحيك المؤامرات بجنح الظلام كما فعلت مع سفن الحرية في لحظة غدر وبلطجة تناقلتها وسائل الإعلام وهي تفضح جبن هذه الآلة العسكرية التي نفذت هجومها على نشطاء عزّل يمثلون أطياف السلام العالمي في المياه الدولية في تجاوز سافر لا يدل الا على القرصنة وتبني شريعة الغاب، ولم يقتصر التطاول الإسرائيلي عند هذا الحد بل تعدى أكثر من ذلك عندما تم قتل ما يربو على العشرين من أنصار الحرية وجرح 40 منهم بإصابات مختلفة واحتجاز من تبقى منهم في السجن المسمى بواحد وعشرين الذي جهز قبل أسابيع لهذه المهمة، مما يدل على ان القرار الإسرائيلي الذي أصدر خلال الساعات الأولى من الليل بتنفيذ العملية لم يكن سوى تأكيد على نية مبيتة منذ أسابيع، ولتنتهي هذه الصفاقة والحماقة الإسرائيلية كالعادة بمسلسل من الخذلان الإنساني لمؤسسة دكتاتورية تمارس أشد أنواع التطرف في معاداة الحرية. ولكن هذه المرة ليست كسابقاتها لان المجني عليهم هذه المرة بينهم اتراك واوروبيون، وهذا ما رفع وتيرة الضغط الاعلامي والشعبي.
وإلى كل الذين لا يعلمون من هي ريتشل كوري فهي الناشطة الأميركية التي سُحقت تحت عجلات الجرافة الإسرائيلية في غزة عام 2003، وقد كان مقتلها آنذاك فضيحة مدوية للكيان الصهيوني، ومن صدف القدر ان احدى السفن التي شاركت في هذه الرحلة كانت تحمل اسم ريتشل كوري ليكون هذا الاسم لعنة على الصهاينة.
[email protected]