جاء الخطاب السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان بالكثير من المضامين والأهداف الشافية كما عودنا سموه، وفي هذا الجانب تناول مدير مركز اتجاهات للدراسات والبحوث طلال الكشتي في تحليل خاص ما ورد في مضامين خطابات صاحب السمو في العشر الأواخر، وأكد الكشتي أن ما جاء في الخطاب الأخير هو بمثابة نافذة للتعرف على ما يشغل صاحب السمو الأمير في المرحلة المقبلة، موضحا أن سموه أولى جانبا رئيسيا لما يتعلق بدعم الوحدة الوطنية والمحافظة عليها وصونها من كل محاولات العبث بها.
انتهى كلام الكشتي، ومن يلاحظ أنني قصصت هذه الجزئية من الخطاب السامي بسبب تواؤمها مع ما يجري في هذه الأيام من تطاول وتشاحن بين البعض، ليصبح هذا الإحساس السمة الدارجة لدى الكثيرين، فلا يخلو مجلس أو ملتقى إلا وتجد من انقسم بين مؤيد ومعارض ليزيد من سعير هذا الطرح المقيت، ولكن ما يبغض ويثير هو حالة التذمر التي أصابت البعض والذين لا يكاد حبر الخطاب السامي يجف إلا وتجدهم سارعوا وبشكل متناغم لإثارة الساحة عبر أسلوب استفزازي بعيد عن الشعور بالمسؤولية العامة من إطاعة ولي الأمر، التي ينبغي أن تكون ملزمة ونافذة أو حتى بأضعف الإيمان عبر الشعور الذاتي وهو كف الأذى عن الناس، إلا أن مكابرتهم وخصوصا في هذه الليالي المباركة لم تنههم عما هم فاعلون بإثارة الفتنة من خلال استغلال مفهوم الديموقراطية بشكل خاطئ، وفي جرأة غير مسبوقة تهيأت بأفعالهم المشينة التي أصبحت ديدنا واضحا لمخططهم الذي بات لا يخفى على أحد، وحتى لا تفسر الأمور بأن تحركهم جاء بإيعاز من أحد أو أنه لا يوجد هناك من يحاسب ينبغي تدارك هذه الفوضى واحتواؤها، لأن المصلحة العامة تتطلب ذلك وما يدور حولنا من متغيرات على المستوى الإقليمي يحتم علينا تقوية النسيج الداخلي عبر التعاضد والتكاتف ضد أي خطر مرتقب، ومن هنا نؤكد على أن طاعة ولي الأمر واجبة علينا جميعا.
[email protected]