طلال الهيفي
تُهت كثيرا وأنا أرى مفاهيم الديموقراطية الكويتية تهوي بسبب بعض مظاهر الشتم والترصد والتعصب والتقزيم، التي أصبحت من المظاهر الشائعة لدينا، والتي كان من المفترض أن تذوب مع شيوع الفكر الديموقراطي في مجتمع يمارسه منذ نشأته، ولكن ما يحدث ويجري لا يهيئ لهذه الممارسة الحكيمة أن تستمر وتتطور بسبب تبني البعض الفكر القبلي والطائفي والطبقي، لتصبح بذلك هذه الممارسة من العلامات السلبية لدينا، فكل يوم يطل علينا أحد يتحدث باسم القبيلة يزجر ويهدد الدولة، وبالطرف الآخر يخرج علينا من ينادي بسحب جناسي أكثر من مائتي ألف كويتي بحجة الازدواجية، ويكمل الثالث هذه المعزوفة بصراخ وتهويل من أجل إقالة وزير بحجة عدم إنصاف أقربائه في وزارته، وإن كان البعض ممن سبقهم قد استغل الدستور كوسيلة إرهاب من أجل الانتقام ضد الوزير، وهكذا دواليك، المرأة أيضا بدأت تمارس هذه الألاعيب من خلال المطالبة بحقوق تمس سيادة الوطن دون النظر للمصلحة العامة.
إن سيادة فكر «اللا غفران» التي من عطلت التنمية وأضاعت الهيبة وجعلت للفوضى السياسية قيمة في المجتمع بعد أن كانت الألفة والتسامح والتعاضد هي الصفات السائدة فيه، وكان من الطبيعي للفعل وردة الفعل لهذه الممارسات الشاذة التي أصبحت السمة السائدة في مجتمعنا في ظل غياب منطق القيادة والحكمة والعقل أن وصل البعض ممن ليسوا من أهل الحكمة والرأي السديد أن يرتفع صوتهم في المجتمع لتصبح الغلبة والحظوة والتقدير لهم.
اليوم نعيش زمن صعبا، ارتضينا به أم لم نرتض، فهو واقع نعيش فيه ونحاول أن نتكيف مع إفرازاته السلبية، ننتظر اللحظة التي يتغير فيها هذا المفهوم الخاطئ لتعود الأمور إلى واقعها الحقيقي، ويتم تصحيح الأوضاع بعد أن انحرفت عن مسيرتها الإيجابية.