لاتزال الشفافية التربوية التي تمارسها وزارة التربية مشكورة محط اهتمام أولياء الأمور والطلبة في الكويت، حيث القرارات تلو القرارات في زمن فيروس كوفيد- 19، تلك الجائحة التي لقنتنا درسا في ضرورة دراسة كيفية إدارة الأزمات الطارئة الصحية والسياسية والاجتماعية، وأثرها بشكل عام على المنظومة التعليمية في الكويت بشكل خاص وفي العالم بشكل عام.
ومع قرارات وزارة التربية وإنهاء العام الدراسي الذي أتى بشق الأنفس والضبابية في موضوع امتحان طلبة الثانوية العامة، يظل الحضور شخصيا ليس حلا آمنا، كما يرى الكثيرون من الطلبة وأولياء الأمور.
وعن استئناف الدراسة في 4 أغسطس وقرار عدم شمول الحالات المستثناة من الدوام سواء كان عن بعد أو بالحضور إلى المدرسة شخصيا وفق قرار مجلس الوزراء الموقر، أوضح القرار الذي تم اتخاذه المجاميع المستثناة، وأرفق القرار بشرط «وفقا لما تقرره الجهات الطبية»، وحالات أخرى حسب تقدير السلطات الصحية، ومن هذه الحالات: الحامل، والمرضعة، والمعاق، أو من يرعى معاقا، والموظف البالغ 55 عاما فما فوق، عدا القياديين وذوي المناصب الإشرافية، وأنها تعتبر فترة راحة، وضرورة تقديم ما يثبت من المدرسين والمدرسات تلك الضرورة.
وحول المناصب الإشرافية وضرورة حضورهم نتساءل: ماذا عن أصحاب هذه المناصب ممن لديهم أمراض مزمنة أو من هم معاون.. من سيحل مكانهم في المراكز الإشرافية والقيادية، وهل ستؤخذ بعين الاعتبار التقارير الطبية، وهل ستعتبر فترة راحة؟
وعن المعلمين والمعلمات ممن يشملهم القرار.. من سيعوض حضور المعلمين على المنصة الإعلامية لاسيما أن هناك الكثير من المعلمين خارج البلاد، وتاريخ الاستئناف خلال أيام.. وليست هناك جهوزية للطلبة، فهل أوجدت الحلول الجوهرية والبدائل الإستراتيجية للخطة التعليمية الجديدة في البلاد؟
ومع بدء المرحلة الثالثة من الخطة الحكومية لإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي بعد اجتياح كوفيد -19 للكويت والعالم أتساءل: هل بالفعل حققت هذه الخطة الهدف المنشود من الحظر الكلي والجزئي سابقا بالنسبة لعدد الإصابات والوفيات والفحص السريع سلبياته وإيجابيته واستعداد المحاجر والمستشفيات؟
وإضافة إلى عظم المسؤولية الملقاة على المواطن والمقيم خلال هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد في ظل القرارات الحكومية الهادفة للخروج من أزمة الجائحة، الكويت أمانة في أعناق الجميع، وعلى كل مواطن ومقيم وكل من يتنفس هواء هذا الوطن الالتزام بالخطة الحكومية.
وتزامنا مع غياب صاحب السمو الأمير والد الجميع في رحلته العلاجية، نسأل الله له العفو والعافية والعودة إلى أرض الوطن سالما غانما، علينا السمع والطاعة لسمو الأمير في الحل والترحال لأن المسارات المدروسة مطلب وطني، وسموه من قال: «ان تداعيات كورونا تفرض اعتماد نهج يعيد رسم كويت المستقبل بنمط حياة جديد يستهدف تصويب المسارات عبر خطوات فعالة تنسجم مع متطلبات هذه المرحلة وتداعياتها».
وكل عام والجميع بخير، وعساكم من عواده.
كلمة: ندعو الله الواحد الأحد أن يشمل حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بحفظه ويديم عليه الصحة والعافية ويطيل عمره على طاعته ويتم شفاءه ويعيده إلى أرض الوطن قريبا، إنه سميع مجيب.
كلمة أخيرة: أسأل الله الرحمة لكل من جاء العيد وقد فارقونا من الأقارب والأحباب.. آمين.
[email protected]