الخميس 2 أغسطس 2018 وبعد 28 سنة تمر الذكرى المؤلمة اليوم في وقت عرفت فيه الكويت قيادة وشعبا كيف يكون التسامي على الجراح!
نعم في مثل هذا اليوم صدحت صرخة الشهيد في كل الأرجاء، وطافت بين السماء والأرض تهز العالم وتؤكد أن الكويت حرة أبية، في وجه المعتدي الآثم! وسقط الشهداء في الجيوان وفي دسمان، من أجل هذه الصرخة التي اخترقت جدار الصمت والصوت فثارت كل أرض الكويت بوجه المعتدي الآثم طلبا للفداء والشهادة من أجل أن تُبقي هذا الوطن الأبي حرا مستقلا.
واستمرت التضحيات في وجه المعتدي حتى شع نور الحرية في «ملحمة القرين» وبزغ نور الفجر يوم 24 فبراير على أصوات «الله أكبر» وعاشت الكويت حرة أبية ولم تسقط المقاومة الباسلة السلاح حتى سطر «شهداء القرين» آخر ملاحم البطولة والشجاعة! نعم اليوم هو الثاني من أغسطس 2018 ذكرى «صرخة شهيد» ستبقى في الضمير ودرسا للأجيال المتعاقبة عاما بعد عام، رغم الخلق والموقف الإنساني العظيم الذي سيبقى درسا معبرا للشعوب عندما تسمو على الجراح مواقف القيادة الحكيمة لنصرة اخوة الجوار وقت الشدائد والمحن!
نعم الكويت بفضل الله تعالى، ثم هذا الرجل الخلوق الحكيم عبرت كل الصعاب والجراح وتناست القهر والظلم والمحنة وعفت عما سلف، هكذا كانت وستظل «صرخة الشهيد» الكويت حرة أبية تصدح في ضمائر ومواقف الوطن الأبي الذي تعالى على الجراح وسما بروح الإنسانية الحية المغروسة في ضمير وقلب هذا الرجل الحكيم بعقلانيته السمحة والتي زرعها أجداده وآباؤه ومن سبقوه في قيادة هذا الشعب وهذا الوطن المتسامح!
اليوم 2 أغسطس 2018 تضع الكويت يدها وتفتح قلبها لكل العرب والعالم وتؤكد ان الجرح الغائر في النفس والقلب والذي أحدثته صدمة الثاني من أغسطس عام 1990 قد تلاشى لأن الكويت تسامت على الجراح في هذا اليوم من أجل أجيال يجب ان تتعايش على الثقة والمصالح المشتركة وتتماسك وقت الشدائد في السراء والضراء هذا هو الدرس المستفاد من حكمة رجل المواقف والإنسانية والدنا وقائدنا صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ فهل وصلت الرسالة والصرخة التي أطلقها شهداء الكويت يوم 2 أغسطس 90 إلى العالم في هذه الذكرى اليوم 2 أغسطس 2018؟! اللهم ارحم شهداء الوطن الأبرار وبارك اللهم في أبنائهم وأحفادهم، ليحملوا الرسالة المباركة التي غرسها أمير الإنسانية في ضمائرنا وقلوبنا وفكرنا الراجح اليوم وإلى الأبد بإذن الله تعالى..!
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه..