لم أتصور أني سأدك جراحاً عبر مقالي السابق لينزف كماً كبيراً من المشاعر التي أثرت بي بشكل غير مسبوق.
كتبت مقالي الأسبوع الماضي كعادتي وأرسلته إلى الجريدة بعنوان بـ «الوافدون.. طوفة هبيطة» والتي تناولت قضية الوافدين في الكويت، إلا أنني صعقت من التفاعل الكبير وردود الأفعال التي تلقيتها على البريد الإلكتروني وموقع الجريدة نفسه.
وسأتطرق في هذا المقال إلى بعض الرسائل المليئة بالمشاعر المتضاربة من عتب وحب وإحباط من سوء المعاملة، وذلك من بين الرسائل الكثيرة التي وصلتني من إخواني الوافدين ممن تفاعل مع المقال.
تقول السيدة سمر «يسلم قلمك أستاذ طارق تعرف انك بكيتني بكلامك الحلو عن الوافدين أنا لبنانية صار لي بالكويت 56 سنة والحمد لله، وحب الكويت بقلبي والله يحفظ الكويت ويحفظكم من كل مكروه».
يقول السيد Yaso65 «ان الكويت بلدي الثاني وعشت فيها اكثر من 50 عاما من الأمن والأمان وغادرت إلى بلادي منذ 10 سنوات ولكن لا زالت عالقة في ذهني الذكريات الجميلة في هذا البلد الطيب».
وتقول السيدة نور «اننا نستند على الله، الأكبر من كل دعوات العنصرية، لقد دعونا للكويت بدموع حارقة أيام الغزو واليوم ما زلنا ندعو لها أن يديم الله عليها امنها واستقرارها وخيراتها، لكننا نقول لفئة تظلمنا وكأننا ننزع اللقمة من فمها نقول اتقوا الله فينا فدعوة المظلوم لا ترد».
ويقول السيد أسامة «ببساطه أنا عمري 37 سنة جئت الكويت من سنتين ومبسوط جدا ان جتلي فرصة عمل في الكويت تحديدا لأني كنت موجود فيها من 25 سنة مع أسرتي أنا شخص الكويت بالنسبة لي الماضي بتاعي الجميل، لكنني فوجئت من المعاملة والأخبار اللي بسمعها عننا كل يوم كوافدين وبشعر بالإحراج والضيق، سامحني لما أقولك ان حتى السلام لا يتم الرد عليه كما ينبغي أن يرد عليه».
ويقول السيد أبورضا «أنا أعمل حلاق في الكويت منذ سنوات، ولكننا بدأنا في السنوات الأخيرة نشعر بالضيق وبعدم الاستقرار وكأننا على كف عفريت وذلك خوفا من أن نفاجأ بأنه غير مرغوب فينا في هذا البلد الطيب، فما نسمعه من تصريحات ومقترحات ضدنا، يشعرنا بأننا جئنا رغما عنهم، ولكننا نكمل أفراد هذا المجتمع في كثير من الوظائف التي لا يعملون هم بها».
بعد هذه الرسائل التي أنقلها إلى كل نفس عنصري على هذه الأرض الطيبة، وأدعو الجميع إلى احترام الإنسان دون تفرقة أو تمييز كما أمرنا ديننا الحنيف وكما تجبرنا عليه أخلاقنا وكما ينص عليه دستور الكويت.
إن التطور والنهضة لأي بلد بحاجة إلى مقومات بشرية تعمل مجتمعة للنهوض به، والبلاد التي تسعى للتقدم تستهدف استقطاب البشر لتحقيق نهضتها وتحترم وجودهم دون تضييق أو تمييز.
كما اختم مقالي بأننا بحاجة إلى تنظيم استقطاب الوافدين، وذلك من خلال هيئة القوى العاملة التي يجب أن تلبي حاجة السوق بالعمالة الوافدة حتى يتم القضاء على تجار الإقامات، وإعطاء الوافدين حقوقهم، فنحن في بلد الإنسانية التي يجب أن تحترم الإنسان.
Al_Derbass@
[email protected]