عندما يحضر أحد أعلام وأهرام الفساد حفلا افتتاحيا لمؤتمر حكومي لمكافحة الفساد وبموجب دعوة خاصة من الجهة المنظمة فإن ذلك يعني أن المتهم واثق بأن المحاسبة لن تطوله، وهي رسالة حكومية واضحة بأنها داعمة لهذا الفساد.
فمهما كانت التصريحات براقة عن مكافحة ومحاربة الفساد فإن أفعالهم تسير عكس تصريحاتهم.
الوزيرة السابقة للشؤون الفاضلة هند الصبيح (أم أحمد) قالت قبل أيام «لو أكتب كتابا عن الفساد الموجود في وزارة الشؤون فلن أنتهي من الموضوع، لكن وجود أناس شرفاء ساعد في الحد منه».
نعلم أن الفساد المالي والإداري والأخلاقي ليس بجديد على الكويت، بل «ضارب وتد».
لذلك نرى أن ترتيب الكويت في مؤشر مدركات الفساد تراجع من 75 عام 2016 إلى 85 عام 2017 وذلك في عام واحد فقط، وهذا مؤشر خطير جدا.
وزيرة الشؤون السابقة لم تأت بجديد، فعندما تسأل أي مواطن في الدولة تجد أن الناس تتحدث في ذلك، بل وتشخص الفساد وتضع الحلول، لكن ليس لديهم الصلاحيات للإصلاح إلا على المستوى الشخصي.
تتهاوى الدول وتهدم المجتمعات التي ينتشر فيها الفساد وترعاه، لذلك لابد من وقفة جادة لمكافحة الفساد ليس لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية، بل لتصفية الحسابات الوطنية.
الكويت يبيلها «نفضة» ضد الفساد والفاسدين والمفسدين الذين أسرفوا في طغيانهم وغيهم.
@Al_Derbass
[email protected]