لاقى المقال السابق حول التفكير الايجابي ردود فعل كثيرة، مما يدل على أننا بحاجة إلى مثل هذه المقالات لتعزيز هذا الجانب في المجتمع الكويتي، ومن الأمور التي طرحت، أن المواقف الخارجية لا تجعلك تفكر بإيجابية وهذا بيت القصيد من فن التفكير الإيجابي ألا نجعل الأمور الخارجية تؤثر علينا بل نحولها إلى إيجابية مثل عدم التوافق مع الإدارة في الوظيفة، فأقوم مثلا بإكمال دراستي والحصول على شهادة أو تخصص مهني جديد أو أغير مكان العمل إلى عمل أفضل، وفي حالة قلة الدخل أفكر في مشروع صغير يدر علي دخلا أكثر وما أكثرها اليوم مع تطور التكنولوجيا، وأخبرتني احدى الأخوات في دورة عملتها لوزارة النفط عن إدارة الأسرة أن لديها ولدين أحدهما بلغ 23 سنة والآخر 18 سنة، ولا تملك المال لشراء سيارات لهما، فأخبرتهما أن يتعايشا مع ذلك الوضع، الابن الأكبر استسلم للواقع وظل بدون سيارة والأصغر لم يستسلم للواقع بل شمر عن ساعديه وعمل مشروعا صغيرا من خلال الانترنت واستطاع أن يوفر له دخلا ويشتري سيارة. فالأول كان تفكيره سلبيا واستسلم للواقع والآخر تفكيره إيجابي وغير واقعه، ومن الأمور التي طرحت في التعليق على المقال السابق أن الناس ما يخلونك تفكر بالإيجابية وإذا فكرت بالإيجابية كأنك مسوي جريمة.. وفي مثل هذه الحالة يجب تغيير الرفقة لأن تفكيرهم سلبي وراح يغرقونك بالسلبية ويجب البحث عن رفقة أخرى يعززون من التفكير الإيجابي ولهم مبادرات في المجتمع وعلى أنفسهم يساهمون بإيجابيه في حياتهم وحياة غيرهم وأيضا محاولة القراءة في الكتب ومشاهدة الأفلام والقنوات التي تعزز الإيجابية...ومن الأمور التي طرحت ان الحسد والكره يولد التشاؤم والسلبية والفتنة وهذا صحيح ولكننا لا نستطيع أن نتوقف عن الإيجابية والمبادرات والتطور بسبب الحسد ولقد دلنا ديننا الحنيف على التخلص من هذا الطريق من خلال أذكار الصباح فالأذكار التي تمنع الحسد مثل قراءة المعوذتين والتوكل على الله تعطيك الثقة والحماية من الله وتبعدك عن السلبية بسبب الحسد.. ومن أطرف التعليقات هي يا ليت هناك حبوبا عن التفاؤل نوزعها على الناس حتى يتفاءلوا، وطبعا الجواب هو ان العلم الحديث ما خلى شي فهناك حبوبا ضد الاكتئاب والقلق والإحباط تؤخذ بالطبع بعد استشارة الدكتور.. ومن التعليقات المهمة أن التفكير الإيجابي هو أحد الأرصدة المهمة التي تتفوق على أرصدة المال وهذا حاصل بالفعل فالتفكير الإيجابي له ثمرات عديدة يغفل عنها الكثير وسنذكرها في مقالنا هذا تباعا:
1- الثقة في النفس والطموح العالي، والقدرة على تحقيق الأهداف، وفي قصة عجيبة هنا تروى عن نابليون في كيفية إظهار الثقة العالية فعندما تم نفيه للمرة الأولى أرسلت فرنسا إليه جيشا لمحاربته وعندما التقى الجيش استطاع إقناع الجيش بأنه لايزال قائدا للجيش ورجع بالجيش قائدا له فلا شك أن الثقة بالنفس تحقق الشيء الكثير من الانجازات والمبادرات الإيجابية.
2- القدرة على كسب الصداقات والتأثير على الآخرين، ففي دراسة ذكرت أن الخطط المحكمة قد تؤدي إلى النجاح بنسبة 30% والبقية تعتمد على قدرتك على إقناع الآخرين وكسبهم لصالح تحقيق الخطة فالقدرة على كسب الآخرين وإقناعهم هي أساس النجاح الإداري.
3- العيش بسعادة وبدون منغصات ومشاكل.
4- الخلق الحسن والتغلب على العادات الأخلاقية السيئة مثل سوء الظن والغيبة والغضب.
5- يحفز على الإبداع والقدرة على الانجاز والإنتاجية العالية.
6- نشر التسامح في الأسرة والمجتمع.
7- العيش بحياة طيبة ويقول الله سبحانه وتعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة).
8- أن تكون مفكرا ايجابيا يعني أن تقلق بشكل أقل وتستمع أكثر، وتختار أن تكون سعيدا بدلا من الحزن والكآبة.
9- العقل لا يقبل الفراغ فإذا لم تملأه بالأفكار الإيجابية، فستملؤه بالأفكار السلبية.
10- قانون الجذب فعندما تفكر بشكل إيجابي تنجذب إليك المواقف الإيجابية، وعندما نفكر بسلبية فإننا نجذب إلينا المواقف السلبية.
11- التفكير الإيجابي يجلب الصحة ويطيل العمر ويقلل من الأمراض ويطور مهاراتك.
ويبقى سؤال مهم، ما الانعكاسات على المجتمع متى انتشر الفكر الإيجابي بين أفراده؟ لعل أول ثمرة هي تخفيف التأزيم وابتعاد المؤزمين في المجتمع لأن الأفراد لا يطيقون الفكر السلبي والتأزيمي ويتجهون للإنتاجية والعقلانية في النظر إلى الأمور وتغليب الصالح العام، وزيادة الثقة في أفراد المجتمع تعزز من النجاح وتحقق الانجازات وتطور المجتمع الكويتي بصفة عامة، كما ان الفكر الإيجابي ينشر الإبداع والتميز وتعزز مكانة الكويت العلمية والاقتصادية والخدماتية ويساعدها على تحقيق مركز مرموق في التجارة العالمية ويحقق آمالها في كونها مركزا تجاريا وإداريا عالميا، والتنمية بدون فكر ايجابي وتفاؤل لا تتحقق فانتشار الإيجابية بين أفراد المجتمع يساعد على تحقيق خطط التنمية بشكل فعال ويسرع من وتيرة الانجاز، ويعزز الفكر الايجابي من دور التعليم ويجعل الطلبة يتجهون للإنجاز ورفع مستواهم العلمي وأيضا العاملون في سلك التعليم يساعدهم على تحقيق واجبهم في التربية والتعليم بعيدا عن السلبية والإحباطات المصطنعة أو غير المصطنعة وأيضا يعزز من جهودهم في التغيير والتطوير للأفضل، وأيضا الإيجابية تساعد على بناء مجتمع صحي ورياضي وتقلل من الأمراض على مستوى المجتمع وتطيل من عمر الأفراد، عموما ان ثمرات التفكير الإيجابي لا تحصى، ونكتفي بهذا آملين أن نكون قد ساهمنا في تعزيز التفكير الايجابي في المجتمع.
www.waleedalhaddad.com