المسلم يترك أثرا طيبا بخلقه وتعامله مع الآخرين بأدبه ونبله، وقد كان رسولنا الكريم بين أصحابه مثلا أعلى للصفات والخلق التي يدعو إليها، فهو يغرس المثل الطيبة والخلق السامي بسيرته العطرة بين أصحابه.
عن أنس قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط ولا قال لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟ والإسلام يعتمد في إصلاحه العام على تهذيب النفس الإنسانية قبل كل شيء والالتزام بالعبادات التي أقر بها الإسلام وهي روافد لتكوين الخلق العالي والمسلك المستقيم ويرى الإسلام تأثير البيئة والمجتمع على سلوك الفرد وتكوين خلقه وتوجيهها وتهذيب الأهواء الطائشة فيسعى لإيجاد مجتمع يزخر بأزكى الصفات وأعف السير، ففي الإسلام طاعات معينة، فالمسلم مكلف بفضائل لا ترقى اليها شبهة، فالصدق واجب على المسلم مع المسلم وغيره والسماحة والوفاء والمروءة والتعاون والكرم إلى آخره.
وبقاء الأمم وازدهار حضارتها واستدامة منعتها إنما يكفل لها إذا ضمنت حياة الأخلاق فيها فإذا سقط الخلق سقطت الدولة معه «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، وهناك الجوانب التربوية والتوجيه الإلهي وما أمر الإسلام به من فضائل وعن الأخلاق في الإسلام فالله سبحانه وتعالى طلب من الناس أن يبنوا حياتهم على الصدق والحق فلا يقولوا إلا حقا ولا يعملوا إلا حقا ودعامة خلق المسلم الاستمساك بالصدق في كل شأن وتحريه في كل قضية وبناء المجتمع في الإسلام قائم على محاربة الظنون ونبذ الإشاعات وطرح الريب والحقائق الراسخة وحدها هي التي يجب ان تظهر وتغلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» وأوجب ديننا الإسلامي على كل مسلم أن يكون أمينا ذا ضمير يقظ وأن يكون أمينا في كل أمر يوكل إليه وإدراكه بأنه مسؤول عنه أمام ربه «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ويجب أن يوطن المسلم نفسه على احتمال المكاره دون ضجر وانتظار النتائج مهما بعدت ومواجهة الأعباء مهما ثقلت بقلب لم تقلق به ريبة وعقل لا تطيش به كربة، يجب أن يظل موفور الثقة بادي الثبات.
وقد اكد الله أن ابتلاء الناس لا محيص عنه حتى يأخذوا أهبتهم النوازل المتوقعة فلا تذهلهم المفاجآت ويضرعوا لها، قال تعالى «وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور» سورة آل عمران آية رقم 186 وليس على المسلم إلا أن يستقبل البلاء القادم بالصبر والتسليم وما دامت الحياة امتحانا فلنكرس جهودنا للنجاح فيه ومن هنا كرم الإسلام المنتصبين لأعراض الدنيا وواسى المتعبين مواساة تطمئن بالهم وتخفف آلامهم.
ووجه الإسلام إلى عناية صحة الأجسام وكرم الإسلام نظافة البدن بجعل طهارته التامة أساسا لابد منه لكل صلاة وجعل الصلاة واجبة خمس مرات في اليوم وكلف المسلم أن يغسل جسمه غسلا جيدا وعناية الدين الإسلامي ليس فقط بتطهير الجسم كذلك تطهير الفم لصحة البدن ولن يكون الشخص راجحا في ميزان الإسلام محترم الجانب إلا إذا تعهد جسمه بالتنظيف والتهذيب ومن مكارم الأخلاق الوفاء والإخلاص وأدب الحديث والرحمة وسلامة الصدر من الأحقاد وإلى غير ذلك..
نترقب جيلا من الشباب يتميز بالطهر الكامل والخلق القوي الفاضل وأساس الإسلام الخلق فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
[email protected]