نستشعر في هذه الأيام بدايات انجلاء جائحة كورونا التي مرت بالبلاد فآذت أهلها، وهذه قصيدة فيها استبشار بهذه المناسبة. الجدير بالذكر أن الفنان د.سليمان الديكان يقوم حاليا بتلحينها على هيئة أوبريت غنائي، ونأمل أن نراه بعد أن تكتمل صورة نهاية الوباء.
عودي إلى ما كنتِ عودي
يا دارُ يا رمزَ الخلودِ
عُودي مُعَزَّزةً على
رغم المُعَانِدِ والحسودِ
وَخُذِي سبيلَكِ دائماً
شمَّاءَ عاليةَ البنودِ
فَلَأنت أولى بالرقيِّ
وبالتقدم والسُّعودِ
ها أنت بارعة الجمال
تتيه أَرْضُكِ بالوُرودِ
وَتُرَدِّدِينَ أغانيَ الأفرا
ح، والآمال، في أحلى نشيدِ
ذهب الأذَى وأتى الصفا
ء، وعاد حُسْنُكِ من جديدِ
ما كان أهْلُكِ يخضعون
ويركنون إلى القُعُودِ
وَهُمُ يَرَوْنَ بكِ البلا
ءَ، يعيث في وَضْع شَديدِ
ولذا دَعوتِ فبادروا
فوراً على نَمَطٍ فريدِ
دفعوا إلى الميدان ما
قد يملكون من الجُهُودِ
يا أهلها، أهل الكويـ
ـت، ودُرَّةَ الماضي المجيدِ
دمتم لها في النائبا
ت، علامة الأملِ الوحيدِ
ما كان فِعْلُكُمُ لها
إلا وفاءً للجدودِ
حفظوا لكم تاريخها
فَامْضُوا على العهد الجديدِ
يا من تَطَوَّعْتُمْ لها
وكَسَرْتُمُ صعبَ القُيُودِ
يا من هجرتم نومكم
والعيشَ في البيت المشيدِ
ورَضِيتُمُ عيش الفضا
ء، لخدمة الوطن الوطيدِ
هل «للكرونا» أن تُقيـ
م، هنا وأنتم في الوجود
أنتم لها مُذْ أقبلَتْ
جَبَّارةً بالناس تُودِي
فرأت بما قدمْتُمُ
حُمْرَ الصواعق والرعُودِ
متكاتفين وَقَفْتُمُ
في وجهها مثلَ الأسودِ
وَأبَيْتُمُ ألا اندحا
ر، الداء في عزم عتيدِ
فيكم جنودٌ حاربوا
لله أنتم من جنودِ
ومساعدون توافدوا
ملءَ المواقع في حشودِ
ورجالُ طِبٍّ أبدعوا
وأتوا بعلمهم الأكيدِ
لا يتركون وراءهمْ
شيئاً من الداء الشَّرُودِ
أما النساءُ فَإنَّهُنْ
مع الرجال على صعيدِ
يعملن ما عملوا ولا
يعجِزْنَ عن فِعْلِ المزيدِ
***
هذي الكويت بدت لنا
يا قوم في عهد وليدِ
نَفَت البلاء وأَقْبَلَتْ
للناس في يوم سعيدِ
فكأنَّ هذا اليوم جا
ءَ، على البلادِ بألفِ عيدِ
بلدي الكويت وأنت لي
حُبٌّ يَظَلُّ بِلاَ حُدودِ
عُودي فقد آن الأوا
ن، فجدِّدي تلكِ العهودِ
لله أنت وقد وقفـ
ـت، وكم بذلت من المزيدِ
أعطيت خير قيادة
وسعدت في عهدٍ رَشيدِ
هذا أمير بلادِنا
ذو الفضل والراي السديدِ
كتب الإله له السَّلام
وعاش في عمر مديدِ
ورعا الكويت يُظِلُّهاَ
ظِلُّ الكرامة والصُّمودِ