- حذر من تآكل قدرة الجيش الحر في حلب والرقة
واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الاميركية جيفري وايت ان عملية «الولادة الصعبة» لمؤتمر «جنيف ـ 2» الذي يهدف الى تحديد ملامح المرحلة الانتقالية في سورية والاتفاق حولها «تعكس بدقة مدى سيولة العناصر التي تتشكل منها الازمة السورية».
وقال وايت الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى في حوار مع «الأنباء»: ان المسألة ليست عقد مؤتمر وانتهى الامر ولكنها تتجاوز ذلك الى تحديد من بيده اوراق التأثير على الجانبين، وشرح ذلك بقوله «في حالة النظام فنحن نعرف ان هناك قدرا من التجانس في المواقف المتشددة. ولكن في المقابل فان المشهد على صعيد المعارضة لا يبدو مشجعا. فالقوى المعتدلة في صفوف المعارضة المسلحة تتآكل بسرعة بسبب خلافاتها الداخلية وعجزها عن مواجهة تأثير المتطرفين المنتمين الى النصرة او الى دولة العراق والشام الاسلامية او احرار الشام داخل صفوفها. ان الجيش الحر يتعرض لتآكل سريع في قواعده وقدرته على التأثير».
وتابع «في المناطق المحيطة بحلب تتداعى قدرة الجيش الحر على مواجهة قوات النظام. وفي محافظة الرقة فانه خسر اغلب مواقعه لحساب المتطرفين. وفي الحسكة خرج بعد صعود النزعة الكردية ورغبة الأكراد في التحكم بمصيرهم، وفي مواقع كثيرة أخرى فان قدرات الجيش الحر تنحسر بسرعة. وحين نتحدث عن عملية التفاوض فان علينا ان ندرك اولا الاطار العام لهذه العملية».
وردا على سؤال حول ما يقصده بالاطار العام قال وايت «ان وزن اي طرف يجلس الى المائدة يتحدد بالمعطيات الموضوعية التي يتحكم بها هذا الطرف على الارض. فضلا عن ذلك فان اطار مؤتمر جنيف يستثني الجماعات المتطرفة. من هنا فان من الطبيعي طرح تساؤلات حول ما يمكن ان يقدمه الجيش الحر على مائدة التفاوض او بالاحرى حول قدرته على التأثير في مجرى الاحداث على نحو يؤهله لأن يصبح طرفا في اي اتفاق ومن حيث القدرة على ان يفي بالتعهدات المترتبة على مثل هذا الاتفاق».
واشار وايت الذي عمل بالمخابرات العسكرية الاميركية 34 عاما الى ان السياق العام لا يخدم الجيش الحر عند النظر اليه من زاوية مؤتمر جنيف. وفسر ذلك بقوله «موازين القوى الآن راجحة نسبيا لحساب النظام. فهناك هجوم مضاد تشنه قوات الجيش السوري في الشمال وتحقق خلاله بعض الانجازات. وهناك خلافات داخلية في قيادة المعارضة السورية تصل بين فترة واخرى الى مرحلة الاقتتال، كما شاهدنا مرارا، وهناك الدور الروسي النشط في دعم نظام الاسد والارتباك الواضح الذي ميز استراتيجية واشنطن تجاه الثورة السورية خلال عامين، انها جميعا امور تحسب على المعارضة وليست لها».
وقال المسؤول الاميركي السابق ان هذا السياق لا يجعل المعارضين المعتدلين متحمسين للمشاركة في المؤتمر المقترح غير انه اضاف «على الرغم من ذلك فان وزارة الخارجية هنا تبذل جهدا خارقا لعقد المؤتمر، وربما تفلح في ذلك، ولكن المشكلة هنا ان وزن المؤتمر نفسه من حيث قدرته على فرض اي اتفاق على الارض سيكون محدودا. ان ما سيلي المؤتمر سيشبه الى حد كبير ما سبقه. اعني ان المؤتمر لن يتحول الى نقطة فارقة في مسار الازمة السورية الا على الصعيد الديبلوماسي ولكن ليس على الصعيد الفعلي على الأرض».